top of page

الرواية السودانية تتنبأ بالحرب وتسرد مآسيها المتوالية

الرواية السودانية تتنبأ بالحرب وتسرد مآسيها المتوالية

برز أدب الحرب في السودان شعرياً، بوصف الشعر السوداني التعبير الأقدم عن التحولات الاجتماعية في سودان السلطنة السنارية (1504- 1821) وما بعدها. ورصد الناقد السوداني محمد محمد علي (1922- 1970)، في مؤلفه "الشعر السوداني في المعارك السياسية 1821- 1924"، إسهام الشعر القومي (الدارجي)، والشعر الفصيح، في نضالات السودانيين للتحرر من الاستعمار. وتناول محمد محمد علي الفترات السياسية منذ المهدية، وما قبلها، إذ ارتبط الشعر آنذاك بمعارك التحرر من المستعمر. ولا تُذكر معركة شيكان (1883)، إلا مقرونة بقصيدة الشيخ محمد عمر البنا (1848 – 1919)، التعبوية، التي شاع أنه ارتجلها أمام الجيش بحضور قائد الثورة المهدية في السودان، محمد أحمد المهدي، قبيل المعركة بلحظات ضد جيش هكس باشا الغازي، ويعدها النقاد إحدى "إلياذات" التاريخ السوداني، ومطلعها: "الحرب صبر واللقاء ثبات والموت في شأن الإله حياة".

لكن تحوّل طبيعة الصراع في السودان بعد استقلال 1956، من حرب هدفها التحرر الوطني إلى حرب ذات طبيعة أهلية، أو داخلية، جعل الحرب موضوعاً للرواية السودانية لا سيما مع ما يصفه الناقد السوداني مصطفى الصاوي بانفجار عصر الرواية السودانية في تسعينيات القرن العشرين.

خاض السودان حرباً تعد من أطول الحروب في القارة الإفريقية، في جنوب السودان، واستمرت منذ 1955 حتى اتفاق أديس أبابا الذي أتاح سلاماً منذ 1972 وحتى 1983، حين ألغى الرئيس الأسبق جعفر النميري الاتقاقية، لتندلع الحرب مرة أخرى وتنتهي باتفاقية نيفاشا 2005، وتفضي إلى انفصال إقليم جنوب السودان إلى دولة مستقلة في العام 2011 بعد استفتاء عقب فترة انتقالية. وفي العام 2003 اندلعت الحرب في إقليم دارفور، غرب السودان، وما زال السودانيون يعانون ويلاتها حتى اندلعت في الخامس عشر من أبريل (نيسان) معارك حربية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.


يشير النقاد السودانيون إلى أن روايات كثيرة كانت الحرب، وما تنتجه، هي موضوعها الظاهر: "تخوم الرماد" لمنصور الصويم، "المجالس" لعبد الماجد عليش، "سبعة غرباء في المدينة" لأحمد حمد الملك، "قصة آدم" لعاطف عبدالله، "جمجمتان تطفئان الشمس" لمنجد أحمد المصطفى، "أـحوال المحارب القديم" للحسن البكري، "فريق الناظر" للهادي علي راضي. ولا يفوت بالطبع في ذكر الرواية السودانية والحرب، ما أنتجه الروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن: "مسيح دارفور" و"الطواحين" وغيرها من رواياته التي فككت طبيعة الحروب وتأثيراتها الوخيمة على المجتمع السوداني.

المصدر:

bottom of page