top of page

الجلسة الختامية

13:30 - 14:15


البيان الختامي لفعاليات المنتدى

الدكتور سمير حباشنة

تحت رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية - التأم بالقاهرة خلال الفترة من 20-22 فبراير 2024 المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل «السلام العادل من أجل التنمية» الذي نظمته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية - دولة الكويت بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة - جمهورية مصر العربية.

وقد كان المنتدى مناسبة لذكرى المؤسس الراحل المرحوم الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين الذي توفاه الله في أواخر العام 2023 وقد كانت هذه المؤسسة بعنايته وإشرافه قد عقدت العديد من الندوات واللقاءات الفكرية ورعت العديد من المناسبات الثقافية إيمانًا من الراحل الكبير بأهمية الثقافة في التنمية، إذ كان رحمه الله مجمعًا للقلوب والعقول منفتحًا دائمًا على الأفكار التي تؤدي إلى صالح الإنسان وخيره.

وقد شارك في أعمال المنتدى قامات بارزة من القادة والمفكرين ورجالات السياسة والاقتصاد والإعلام ودعاة السلام.

ولقد استمر اللقاء في قاهرة المعزّ لثلاثة أيام تناول فيها المجتمعون عبر سبع جلسات القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية ذات العلاقة بالتنمية، كما ركزت على أهمية السلام لاستقرار جميع بلدان العالم خصوصًا في المنطقة العربية.

وبعد حوار مفعم بروح الشعور بالمسؤولية والحرص واستعراض لأفكار المستقبل؛ انتهى المشاركون إلى التوصيات الآتية:

أولًا: توجيه برقية شكر إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على رعايته الكريمة للمنتدى بما يعكس تقديره للجهود الخيرة التي تبذلها مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في إطار ثقافة السلام العادل.

ثانيًا: تثمين أعمال المرحوم عبدالعزيز سعود البابطين الذي نذر نفسه ووقته وماله للدفاع عن القضايا العربية من خلال ثقافة مستنيرة جامعة وغير مفرّقة، وتثمين جهود أبنائه البررة في الاستمرار لخدمة المشروع الحضاري الذي بدأه والدهم الراحل رحمه الله.

ثالثًا: إن السلام العادل يحتاج إلى تنمية سياسية حقيقية وإرادة معاصرة وتسخير التقنية الحديثة في خدمة الجمهور العام.

رابعًا: إن رأس الحربة في السلام العادل هو التعليم النوعي المستنير الذي يتوجب أن يكون مسايرًا للعصر، ولذلك فإن الاهتمام بالأجيال وتقديم تعليم نوعي بمنهج منفتح هو بمثابة (فرض عين).

خامسًا: إن الاقتصاد قائد للتنمية ودور القطاع الخاص في النهوض به دور حيوي، لذلك فإن العناية بالتشريعات الاقتصادية المحفزة لهذا التنوع وضبطها من خلال تعزيز ثقافة الادخار والاستثمار وتسخيرها لخدمة الجمهور العام.

سادسًا: الثقافة لها دور محوري في ظلّ الأجواء السائدة اليوم والتي يتغشاها تضليل للرأي العام والزج به في صراعات تفتت المجتمع وتحرض على التعصب والكراهية ووليدهما التطرف والعنف، لذلك ينبغي الحض على ثقافة منفتحة ومتسامحة تتقبل الآخر وتؤمن بالحوار.

سابعًا: تعتبر القضية الفلسطينية المسألة المحورية في وعي الأمة العربية ونصرتها من الواجبات الوطنية من خلال الدفع باتجاه توحيد البيت الفلسطيني وتحرير الخطاب الفلسطيني من التأثيرات الإقليمية التي تضر بالقضية مع تشديد إدانتنا لحرب الإبادة بحق الشعب العربي الفلسطيني التي تجري في الأشهر الأخيرة أمام العالم بقطاع غزة.

ثامنًا: توجيه التحية للجهد الذي تبذله جمهورية مصر العربية على موقفها العربي متضامنين معها فيما تعانيه من ضيق اقتصادي وأعباء سياسية ودولية جراء الوضع العربي والإقليمي الشائك.

وفي النهاية نقول: والله، ورفعة الإنسانية، ومصلحة الأمة والوطن، وخدمة قضايا السلام العادل من وراء القصد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلمة المشاركين الأجانب في المنتدى

الدكتور يوجين روجين - الولايات المتحدة الأمريكية

السيدات والسادة،

يسعدني كثيرًا أن أتواجد معكم اليوم في هذا المكان.

وأود أن أنقل لكم خالص التحايا والتقدير من سعادة مستشار جامعة أكسفورد وزملائي هناك، تلك الجامعة التي سيظل اسم عبدالعزيز سعود البابطين مرتبطًا بها إلى الأبد من خلال أستاذية عبدالعزيز سعود البابطين-لوديان للغة العربية، وهو الحدث الذي احتفلنا به ثلاث مرات مع الراحل أبو سعود. لذا أود نيابة عن زملائي في الجامعة أن أستذكر العديد من اللقاءات الطيبة والسعيدة التي عقدناها على مر السنين، سواء هنا في القاهرة، وفي مالطا، وفي لاهاي، وفي بروكسل، وفي أكسفورد، ولكن مع الأسف لم تكتمل فرحتنا هذه المرة على النحو المناسب نظرًا لغياب المؤسس عبدالعزيز سعود البابطين.

إن حقيقه غياب أبو سعود عن هذا اللقاء، بغض النظر عما يتميز به هذا اللقاء من إثارة وبهاء، وبغض النظر أيضًا عن قيمة الحوارات والنقاشات التي أجريت خلاله، إلا أن هذا اللقاء سيظل مختلفًا عن سابقيه لأن راعيه ليس معنا اليوم، وأنا أثق أنكم تشتركون معي في الشعور نفسه، لكننا ندرك في الوقت نفسه أننا جميعًا مكتوب لنا أن نغادر هذا العالم يومًا ما، وأننا سنعود جميعًا إلى بارئنا، لكن من سيأتي بعدنا سيتذكرنا فقط بأفعالنا وبصماتنا التي تركناها وراءنا في هذا العالم.

وهنا أقول أن الإنجازات العظيمة للراحل عبدالعزيز سعود البابطين ستظل حية بيننا من خلال ما تقوم به مؤسسته العريقة من جهود ولقاءات وأنشطة، وستستمر هذه الإنجازات في تعزيز التزامه الدائم بتحقيق التنمية من خلال السلام العادل.

لقد اتخذنا هنا في القاهرة خطوات هادفة لتعزيز هذه الأهداف النبيلة من خلال إجراء نقاش وحوار بين مجموعة متميزة من المسؤولين الحكوميين، والباحثين، والأكاديميين، والمثقفين، والصحفيين، ومن خلال الوطن العربي بجيرانه الأوروبيين، وإيجاد حلولٍ عادلة للتحديات المشتركة في قطاعات شتى مثل الاقتصاد، والبيئة، والتكنولوجيا، والمجتمع.

وبينما نعكف على ذلك، يسعدني بشكل خاص أن أتيحت لنا الفرصة بشكل جماعي لإظهار تضامننا مع الشعب الفلسطيني ومع سكان قطاع غزة على وجه الخصوص، وفي توجيه دعوتنا لاستعادة السلام وتحقيق تطلعاتهم العادلة والمشروعة لتقرير المصير، لذا أقول إن هذا المؤتمر يعتبر ذا قيمة كبيرة للغاية كان ليفتخر بها

أبو سعود كثيرًا.

إن اجتماعنا هنا اليوم تحت راية المؤسسة التي تحمل اسمه، والنهوض بجهوده التي بذلها طوال سنين عمره، هي أفضل طريقة يمكننا من خلالها تكريم ذكراه.

أشكركم جميعًا، وأتمنى لكم كل النجاح والتوفيق، على أمل اللقاء بكم مرة أخرى في لقاء قادم.

كلمة المشاركين العرب في المنتدى

السيد عبدالله محمد أبابطين - المملكة العربية السعودية

الدكتور هشام عزمي - مصر

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة السيد سعود عبد العزيز البابطين، رئيس مؤسسة البابطين الثقافية

السيدات والسادة ...

أسعد الله مساءكم بكل خير ...

اسمحوا لي في البداية أن أنقل لحضراتكم تحيات معالي وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني والتي حالت ظروف انعقاد مجلس الوزراء دون تواجدها معنا اليوم.

وها هي الأيام تمر سراعا... فبالأمس القريب التقينا في افتتاح هذا المنتدى العالمي المٌهم ...هذا المنتدى الذي سعدنا وشرفنا باستضافته في أرض الكنانة .. في مصر قلب العروبة النابض وحاضنة الفكر والثقافة والفنون على امتداد تاريخها .. وفي قلب القاهرة الأسرة الساحرة التي سعدت باستضافة ضيوفا أعزاء أتوا إليها من كل حَدبٍ وصوب تلبيةً لدعوة كريمة وجهت إليهم من مؤسسة ثقافية عريقة تحمل اسما كبيرا ... عبد العزيز سعود البابطين .. الراحل الكبير الذي فقدته الأوساط الثقافية ليس في الكويت وحدها ... ولكن على امتداد الوطن العربي الكبير. الراحل الكبير الذي عمل بكل جد ودأب من أجل رفعة شأن الثقافة العربية في العالمين.

إننا نعرف المكانة التي كانت تحتلها مصر في قلب عبد العزيز سعود البابطين، وليس أدل من رغبته على أن ينطلق هذا المنتدى الثالث من القاهرة. ونحن نشعر بسعادة بالغة أن هذه الرغبة قد تحققت، وبنجاح للمنتدي وبحضور لافت وبتميز أجمع عليه المشاركون.

وأصدقكم القول السيدات والسادة أن ما لمسته بصفة شخصية خلال فترة الإعداد للمنتدى من حرص شديد واهتمام بكل التفاصيل من جانب الأخوة في مؤسسة البابطين، يجعلنا مطمئنين أن المؤسسة في أيد أمينة وأن أبناء البابطين وأخوته بقيادة سعادة سعود عبد العزيز البابطين سيحافظون على مكانتها وريادتها كما أراد لها مؤسسها وراعيها.

السيدات والسادة

نلتقي اليومِ لنختتمِ فعاليات المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل ... وعلى مدى ثلاثة أيام انعقدت جلسات شهدت العديد من المداخلات والرؤى القيمة من شخصيات مرموقة، كما شهدت العديد من الطروحات والنقاشات. تعددت الآراء ...اتفقت واختلفت لكنها أجمعت على شيء واحد .. أنه لا سلام بدون تنمية ولا تنميةِ بدون سلام.

لقد كشفت الأيامٌ الماضيةٌ عن رغبةٍ حقيقيةٍ من جانب كل المشاركين في المنتدى أن يسودَ السلامٌ ربوعَ العالم ... لكن السلام الذي نتطلع إليه هو سلامٌ عادل ... سلامٌ يعطي كل ذي حق حقه ... سلامٌ المعاييرِ الواحدة وليست المزدوجة ... سلامٌ لا يٌسلب فيه الإنسان من أبسط حقوقه في العيش بكرامة دون قهرٍ أو امتهان .. سلام لا تتعرض فيه شعوب لإبادةٍ جماعية ولا نزوحٍ قسري .. سلام لا يخضعٌ لتمييزٍ ديني أو عرقي ... سلامٌ لا يخضع لأهواء قوىً كبرى تفرضٌ سيطرتها وإرادتها علي العالم ... سلام تمتثل فيه دول العالم لإرادات شعوبها كما يظهر جليا في الشوارع والميادين ... سلامٌ يحترم المواثيق والمعاهدات الدولية لكي لا تكون مجرد مدادٍ على ورق ... وأخيرا سلامٌ يحترمٌ حقوقَ الإنسان ... فقط لإنه إنسان.

الحضور الكريم

لقد غطت جلسات المؤتمر على مدى الأيام الفائتة محاور متعددة تتعلق بالسلام ... سياسية واقتصادية ومؤسسية وغيرها.. وعلى الرغم من الأهمية البالغة لهذه الجوانب، إلا أنه كان لافتا أن جلَ الآراء قد اتفقت على أهميةِ البعد الثقافي نظرا للدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في هذا المجال.

نعم أيها السيدات والسادة ... تلعب الثقافةٌ دوراً حاسماً في تحقيق السلام والتنمية في المجتمع. حيث إنها بمفهومها الواسع تشمل القيم والمعتقدات والأعراف والعادات والتقاليد والممارسات المشتركة بين مجموعة من الناس. كما أن التفاهم والتقدير الثقافي يمكنٌ أن يعززَ الاحترام المتبادل والتسامح والتعاون بين الناس من خلفيات مختلفة، وبالتالي تعزيز السلام والتنمية. يمكن أن يساهم الحفاظ على الثقافة وتعزيزها أيضًا في التنمية المستدامة من خلال احترام وتقدير تراث المجتمع. علاوة على ذلك، فيمكن للتبادل الثقافي والتعاون أن يحفز الابتكار والإبداع والتعلم، وهي أمور ضرورية للتنمية. وعليه، يمكن للثقافة أن تكون أداة قوية لتحقيق السلام والتنمية.

إننا نؤمن بدور الثقافة في نشر ثقافة السلام، من خلال الفنون والأدب والسينما والموسيقى، التي تُسهم في نشر الوعي بأهمية السلام واحترام حقوق الإنسان والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات.

وفي هذا الإطار، أود أن نشير إلى تحديات كثيرة تواجها التنمية الثقافية العربية في الوقت الراهن. واسمحوا لي أن أعرض في عجالة لأهمها.

أولا: تحديات العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي: لا شك في أن ظاهرة العولمة والتطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي قد عمق من تلك الأزمة ودفعت بالشعوب إلي إعادة التفكير في هويتها الوطنية، والحكومات إلي تحصين شعوبها بالوعي من اختراقات الخارج وأصحاب المشاريع والهويات الفرعية في الداخل علي حساب الهوية الوطنية الشاملة.

لقد أدى الحجم الكبير من المعلومات التي يتلقاها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بصفة مستمرة إلى إيجاد حالة من "الانفصام" لديهم وأصبح المضمون الذي يتم بثه عبر هذه الوسائل يسهم حالة من التأرجح بين الواقع المعيش وبين ما يعاش افتراضيا، والصراع بين التمسك بالهوية الثقافية وبين دعوات الانسلاخ من قيم المجتمع ومقوماته والتأثر بشكل كبير بما يتم بثه وعدم تكييفه لخصوصية المجتمع وثقافته.

ولعله مما يزيد الأمر تعقيدا ظهور بيئة الواقع الافتراضي الجديد (الميتافيرس) بكل ما يحمله من تهديدات وتحديات في مناحي مختلفة ثقافيا واجتماعيا وتقنيا واقتصاديا وسياسيا وقانونيا. مما يتطلب اتخاذ مجموعة من الاجراءات لتحصين الشباب للتعامل الواعي مع هذا الوافد الجديد.

ثانيا : تقنيات المعلومات والاتصالات وخاصة الذكاء الاصطناعي بما يحمله هذا الوافد الجديد من تأثيرات كبيرة ومؤثرة على الصناعات الثقافية والابداعية

ثالثا: تحديات اللفة العربية

إن الثقافة واللغة من الأمور المتلازمة التي لا يمكن الفصل بينها. ولا يخفى على أحد ما آل إليه حال اللغة العربية خلال السنوات الأخيرة وما أصبحت تعانيه من مشكلات جعلتها تعاني حالة اغتراب داخلي في أوطانها ناهيك عن الإهمال الذي تشهده على أصعدةٍ كثيرةٍ خاصة بين الأجيال الجديدة، الذي أصبح بعضه يتقن اللغات أجنبية إجادة تامة في الوقت الذي قد لا يتحدثون فيه اللغة العربية إلا نادرا أو لا يتحدثون بها علـي الأطلاق.. بل ووصل الأمر ببعضهم إلى اعتبار التحدث باللغة العربية سُبة قد يوصمون بها من قبل أقرانهم على نفس الشاكلة.

والحقيقة أن انحسار استخدام اللغة العربية وتراجع استخدامها في بعض الأوساط الشبابية ٬ خاصة الذين يدرسون في المدارس الأجنبية والدولية، يدق ناقوس خطر كبير فيما يتعلق بمدى قدرة هؤلاء الشباب على التعاطي مع الُمنتج الثقافي بكافة أشكاله وأنواعه. فلقد أصبح استخدام اللغة الأجنبية هو السائد في هذا الوسط وغاب استخدام اللغة العربية ليس فقط على مستوى اللغة الفصحى، ولكن العامية أيضا. ولقد أدى ذلك الاحجام، بالتبعية، إلى زيادة الأقبال من هؤلاء الشباب على المنتج الثقافي الأجنبي قراءة وموسيقى وغناء وغيرها من أشكال الإبداع.

وهو ما يؤكد على ضرورة اتخاذ مجموعة التدابير والإجراءات التي تكفل الحفاظ على اللغة العربية وصونها وزيادة الوعي بأهميتها والعمل على زيادة استخدامها. كما أنه من المهم التأكيد على التركيز على أهمية استخدام اللغة العربية لا يتعارض بأي حال من الأحوال على أهمية دراسة اللغات الأجنبية، بل واتقانها باعتبارها مفتاح التواصل مع المجتمعات والثقافات الأخرى.

وفي هذا الإطار فإنني أدعو إلي تنظيم منتديات وملتقيات عاجلة على مستوى الوطن العربي من خلال مؤسساته الثقافية تتناول هذا التحديات بالرصد والتحليل ومحاولة اتخاذ الاجراءات والتدابير التي تحول دون المساس بالهوية الثقافية العربية خاصة بين أوساط الشباب.

السيدات والسادة

في الختام ... يسعدنا ويشرفنا أن نتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير إلي فخامة السيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي على تفضله بالرعايةِ الكريمةِ لهذه الاحتفالية. كما أودٌ أن أتوجه بالشكر للأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني على كريم متابعتها وإشرافها خلال الأشهر الثلاثة السابقة ....

كما أود أن أشكر زملائي في المجلس الأعلى للثقافة على ما بذلوه من جهد. (وائل حسين _ إبراهيم حسين – العلاقات العام والإعلام – وهيئة مكتب الأمين العام.

وتبقى تحية إعزاز أخيرة للأخوة في مؤسسة عبد العزيز البابطين .. لقد سعدنا وشرفنا بكم .. ونتطلع إلى مزيد من التعاون المثمر فيما هو آت.

مع خالص الشكر والتقدير لحضراتكم ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمة السيد سعود عبدالعزيز البابطين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام

على جميع الأنبياء والمرسلين

أصحابَ الفخامةِ وأصحابَ الدولة...

أصحابَ المعالي وأصحابَ السعادة..

الحضورُ الكريم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسعدني بدايةً أن أشكرَكُم على تلبيتكم دعوة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية لحضور المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل.. وأن أحييكم على مشاركتِكُم الفاعلة وإسهاماتِكم الثريةِ وما قدمتموه خلالَ جلساتِ المنتدى من أفكار خصبةٍ وتجاربَ مفيدةٍ واقتراحاتٍ بناءة على طريق التنمية المستدامة في كافة المجالات والاتجاهات..

أصدقاءَنا الأعزاء..

هذه هي الفعاليةُ الأولى التي تعقدُهَا المؤسسةُ بعد أن رحل عنا بجسده رئيسُها وراعيها ومؤسسُها والدي المغفور له بإذن الله تعالى الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين الذي كان دائمًا في طليعة المؤمنين بقدرة الثقافة وقدرةِ السلام على ترقية حياةِ البشر وتعديل مفاهيمهم المعوجّةِ وتغيير مساراتِهم الخاطئة.. فلم يدخرْ وسعًا رحمه الله في سبيل الدعوة إلى نشر ثقافة السلام العادل، والعمل على جعلها متطلبًا أساسيًّا من متطلبات التعليم بجميع مراحلة، وهو ما أقررتم به في المنتدى الأول بلاهاي عام 2019؛ ثم العمل على تمكينها تحت مظلة القيادة الحكيمة في جميع أنحاء العالم، وهو ما دعوتم إليه في المنتدى الثاني بمالطا عام 2022.. وذلك حتى تجدَ الجهودُ المخلصةُ التي تبذلها النخبُ الإنسانيةُ من رجال السياسة والفكر والاقتصاد والثقافة والإعلام - طريقَها إلى تحقيق التنمية المستدامة لحياة الإنسان على الأرض، وهو ما تدعون إليه اليوم في المنتدى الثالثِ بالقاهرة.

ويسعدني في هذا السياق أن أتقدم باسمي وباسم جميع زملائي في مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية بخالص الشكر والتقدير والامتنان لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة على تكرمه برعاية هذا المنتدى، وإلى وزارة الثقافة المصرية والمجلس الأعلى للثقافة على تعاونهم المثمر الذي كان من أهم أسباب نجاح هذا المنتدى الذي أتمنى أن يكونَ من الجهود الخيرة التي تسهم في تقدم الإنسانيةِ ورفعتِها..

أيها المنتدونَ الكرام

نحن جميعًا متفقون على أن الواقعَ الذي نعيشُه لا يمنحُنا في بعض الأحيان الأمل الذي نتمناه.. لكنني أقول لكم بلسان الكثيرين من البشر في كل مكان.. إننا نؤمن بنبل مبادئكم ونثق في صدق توجهاتِكم ونثمنُ جهودكم الدؤوبة في العمل على ترسيخ قيم الحرية والحوار والتفاهم والمشاركة في بناء مستقبل أفضل نجني فيه معًا ثمارَ الدعواتِ الجادةِ لتحقيق السلام.

وختامًا ومن فوق هذا المنبر الذي ارتفع من أجل السلام أحب أن أتوجه بدعوة صادقة إلى قادة العالم في كل مكان:

أنِ ابْذلوا كل ما في وسعكم من جهود لإنهاء هذا الجحيم المستعر في قطاع غزة.

إن البسطاء في كل مكان يتساءلون كيف يستطيع أصحاب القرار من الحكام والزعماء أن يعيشوا حياتهم اليومية كما اعتادوها وهم يشاهدون حرب الإبادة الشنيعة التي تجري تحت سمع العالم وبصره بحق المدنيين العزل من أهل غزة.

كيف يلذُّ لكمُ الطعام مع أطفالكم ومئات الآلاف من البشر في غزة لا يجدون ما يُسْكِتُ جوعَهم.

كيف تستمتعون بالدفء في بيوتكم ومئآت الآلاف من أبناء غزة مشردين في العراء بلا مأوى ولا غطاء.. يؤلم البرد أجسامهم ويملؤهم الخوف من أزيز الرصاص ودوي الانفجارات والقذائف.

يا زعماء العالم إننا نتوجه بنداء مخلص إلى ضمائركم: إن التاريخ لن يتسامح مع كل من أخطأ في حق الإنسانية.. ولا تزال الفرصة متاحة أمامكم لاتخاذ خطوات جادة باتجاه الطريق الصحيح.

أوقفوا هذه الحرب.. أوقفوا هذه الحرب.. أوقفوا هذه الحرب..

وفقكم الله،

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.


bottom of page