top of page

جلسة الاختتام

السيد عبدالعزيز سعود البابطين، رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية

كلمة الختام

 فخامة الرئيس جورج فيلا، رئيس جمهورية مالطا

 

 


كلمة السيد رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية 

السيد عبدالعزيز سعود البابطين


بسم الله الرحمن الرحيم

فخامةَ رئيسِ جمهوريةِ مالطا الدكتور جورج فيلا،

فخامةَ رئيسِ جمهوريةِ ألبانيا السيد إيلير ميتا،

فخامةَ رئيسِ جمهوريةِ كوسوفو السيدة فيجوزا عثماني،

معالي رئيسِ البرلمانِ المالطي أنجلو فاروجيا،

معالي السيدة روبرتا ميتسولا رئيسِ البرلمانِ الأوروبي،

معالي السيد محمد ناشيد رئيسِ برلمانِ جمهوريةِ المالديف،

السَّادَةُ الرُّؤسَاءُ، السَّادةُ نوابُ رؤساءِ البرلماناتِ والسادةُ البرلمانيون،

السادةُ الأمناءُ العامونَ والمدراءُ العامونَ للمنظماتِ الدوليةِ وممثلو المؤسساتِ التعليميةِ وممثلو منظماتِ المجتمعِ المدني،

السَّادَةُ الوزَرَاءُ

السيداتُ والسَّادَةُ السُّفَراءُ،

السَّيداتُ والسادةُ الحُضورُ،

السَّلامُ عليكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وَبَركاتهُ،

يقتضي الواجبُ أن أتوجَّهَ إليكم جميعًا بأسمى عباراتِ الشكرِ والتقديرِ على نجاحِ فعالياتِ هذا المنتدى الثاني لثقافةِ السّلامِ العادل، وهذا النجاحُ المشتركُ إنما هو ثمرةُ صِدقِنَا جَميعًا، وإرَادَتِنَا جميعًا في التعاونِ البنَّاءِ من أجلِ تحقيقِ غايتِنَا النبيلة. وينبغي أيضًا شكرُ وتقديرُ فريقِ رئاسةِ جمهوريةِ مالطا بقيادةِ فخامةِ الرئيس جورج فيلا وفريقِ عملِ مؤسستِنَا وكلِّ مَن ساهمَ بشكلٍ أو بآخرَ في تنظيمِ المنتدى والعملِ على نجاحِه.

لقد تابعتُ بانتباهٍ وبسعادةٍ غامرةٍ كلَّ مداخلاتِ القادةِ وممثلي المنظماتِ الدوليةِ والبرلماناتِ والمجتمعِ المدنِيِّ وهي جميعُهَا على غايةِ الأهميةِ مِن حيثُ التحليلُ والرؤيةُ المستقبليةُ والمقترحاتُ الإيجابيةُ وانتهيتُ من ذلكَ إلى ثلاثِ نتائجَ كبرى:

الأولى: إنَّ السَّلامَ العادلَ حَقُّ البَشريَّةِ جَمْعَاء، بَلْ هُوَ الحَقُّ الجَامِعُ لِكُلِّ حُقُوقِ الإِنسَانِ، وَمَنْ أَرَادَ مَعرِفَةَ هذا الحَقِّ الجَامِعِ - أَيْ السَّلامِ العادلِ - فعَليه أَنْ يَعْرِفَه بِجوهرِهِ وهو العدلُ.

الثانية: إنَّ إعدادَ قادةٍ للسلامِ العادلِ من الأجيالِ الشابّةِ والقادمةِ وتَمكينِهم من ثقافتِه هو حاجةٌ تاريخيةٌ إنسانيةٌ مُلحَّةٌ يجبُ أنْ نشرَعَ فيها فورًا ودونَ تأخير، وكلُّ تأخيرٍ له نتائجُ وخيمةٌ على مستقبلِ الإنسانيةِ.

الثالثة: إنَّ جهودَنَا من أجلِ تحقيقِ ذلكَ إنما هي جهودٌ جماعيةٌ مشتركةٌ تَفاعُليَّةٌ، تختصُّ بها مُؤسساتٌ حكوميةٌ ودوليةٌ ومدنيةٌ مُختلفةٌ، ونحن متفقونَ على هذا التمشي الجماعِيِّ، لذلك لابدَّ مِن إيجادِ آليةِ عملٍ مشتركةٍ للتنسيقِ والتدريبِ والإعدادِ للقادةِ وهي «المِنَصَّةُ العالميةُ للسلامِ العادلِ» التي يجبُ أنْ نعملَ على تأسيسِهَا في كلِّ الدولِ تكنولوجيًّا.

في الختامِ أجدّدُ التأكيدَ على التزامي من خلالِ مؤسستي بتأسيسِ هذه المِنصَّةِ العالميةِ للسلامِ العادلِ والعملِ معكم من أجلِ جعلِهَا شاملةً لأغلبِ دولِ العالمِ وشعوبهِ وأنْ أواصلَ الاستثمارَ في ثقافةِ السّلامِ العادلِ.

شكرًا فخامةَ الرئيسِ جورج فيلا

شكرًا على حُسنِ الإصغاءِ.

وفَّقَنَا اللهُ جَمِيعًا

والسّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته.

 

 

 

كلمة فخامة رئيس جمهورية مالطا

الدكتور جورج فيلا


أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،

الضيوف الكرام،

اسمحوا لي في البداية أن أقدم لكم خالص شكري وتقديري لكم جميعًا الذين جعلوا من هذا المنتدى العالمي الثاني لثقافة السّلام في مالطا أمرًا ممكنًا، وأشكر أولًا السيد عبدالعزيز سعود البابطين وفريقه على التعاون الكبير مع مكتبي قبل وأثناء إقامة المنتدى، كما أشكر من القلب فخامة الرئيس إلير ميتا، فخامة الرئيسة فيجوزا عثماني سادريو، وفخامة ستبيان ميسيتش الرئيس السابق لجمهورية كرواتيا، على حضورهم ومشاركاتهم الملهمة، ولقد كان هذا المنتدى علامة واضحة جدًا على أنه حتى في ظل الوباء والحرب الدائرة في أوروبا حاليًا، أراد الناس أن يجتمعوا ويتحدثوا هنا عن التعايش السلمي والعادل.

لقد شعرت بسعادة كبيرة للقاء بعضكم بشكل غير رسمي خلال هذا المنتدى كما شعرت بمشاركة ممثلين مهمين للسلام بشكل مباشر، إن السّلام ليس فقط مهمة السياسيين المنتخبين فحسب، بل إن السلام يبحث عن الجذور ومواطن القوة وآليات العمل اليومي للمنظمات متعددة الأطراف والسفراء والأكاديميين والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والتطوعية والطلاب والمعلمين، وهذا ما أثرى في قيمة هذا المنتدى، فقد كان شاملًا وذا نهج شمولي.

ومن خلال منظوري الوطني الذي أفخر به، أشعر بشدة أن هذا المنتدى يواصل تعزيز الشخصية الدولية لمالطا، بوصفها دولةً تشجع الحوار والتفاهم المشترك، وكما أشار المتحدثون الموقرون، فإن هذه كانت مهمة مالطا على مر العصور، إنها تلك المهمة، أو تلك الدعوة إذا جاز لي التعبير التي سنستمر في رعايتها وتنميتها، ليس فقط في منطقتنا المحيطة في البحر الأبيض المتوسط، أو مع شركائنا في أوروبا والعالم العربي، ولكن أيضًا على المستوى العالمي عندما يتم انتخابنا لعضوية مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في يونيو من هذا العام للفترة ما بين عامي 2023-2024.

لقد تأثرت كثيرًا ببعض الملاحظات التي عُرضت على مدار هذين اليومين، في البداية أود أن أشير إلى الثناء الجميل من قِبل السيد عبدالعزيز سعود البابطين على مالطا حين وصف بلدي بأنها فسيفساء غنية بالثقافات مع سجل طويل من مبادرات الحوار بين الثقافات، و أتفق معه تمامًا حين أكد على ضرورة أن نبقى متحدين في سعينا نحو تحقيق هدفنا المشترك وهو السّلام.

وعلى قدم المساواة، فإن القول بأن مجرد فكرة الإيمان بالسّلام لا تكفي، فعلينا أن نعززه بشكل ملموس ونطبقه في الممارسات العملية، ويجب أن تكون جهودنا الجماعية موجهة نحو إيجاد طريق يحقق التعاون المشترك.

كما إني أقدر الرسالة التي نقلها إلينا معالي مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، الذي أشار، وأنا هنا أقتبس عنه، إلى «حكمة البحر المتوسط»، وسيكون من المفيد لنا هنا  - دول المنطقة - أن نفكر مليًا في هذه الجملة وتقييم أين يمكن استخدام تلك الحكمة بشكل أفضل.

كما أود أن أشكر فخامة الرئيس إلير ميتا، الذي كانت له مداخلة مثيرة للاهتمام وتأملات حول ما يحدث فعليًا في أوروبا ومن حولنا، فخامة الرئيس، لقد وجدت أن تفكيرك في الرابط ما بين القيادة الحقيقية والديمقراطية مناسبًا جدًا في ظل الظروف الحالية التي نشهدها، وكما أشار فخامة الرئيس إلى أن التوسعية والانقسامات العرقية والاستمرار في تهديد الاستقرار في منطقتنا المشتركة من البحر الأبيض المتوسط وكذلك غرب البلقان، كما أشكره أيضًا على إشارته إلى ذلك الرابط القوي الذي يربط بين الشعوب بعضهم البعض والذي تطور بين مالطا وألبانيا على مر السنين.

كذلك كان لفخامة الرئيسة «فيجوزا عثماني سادريو» خطاب مؤثر جدًا من القلب والذي انعكس كثيرًا وعبَّر عن شعورنا المشترك تجاه مواطني أوكرانيا وتعاطفنا وحزننا، وأنه يجب علينا جميعًا أن نعمل على حل هذا الأمر وأن نضع في الاعتبار أن لكل فردٍ الحق المطلق في أن يعيش في سلام، وهنا أشير إلى مبدأ المراقبة، وهو أمر وثيق الصلة بعالم اليوم، ولقد تم تذكيرنا بالأهمية الكبيرة في عالم اليوم للاستخدام الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي، وأولئك الذين يتابعون منكم ما أقوم به من أنشطة محليًا وخارجيًا يعرفون كيف أشعر حيال طريقة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لصالح المجتمع وليس لصنع الاضطرابات فيه.

وبالأمس، كان لي الشرف أن أستمع إلى كلمة الرئيس «ستبيان ميسيتش» الذي ركز على الصفات التي يجب علينا نحن - القادة السياسيين - أن نستخدمها بشكل جيد في تعزيز السّلام العادل، واسمحوا لي أن أضيف أنه في تلك المرحلة بالذات من التاريخ الأوروبي، يمكننا جميعًا أن نشهد ما يمثله القائد الحقيقي، وهو ما يتطلب حس التضحية بالنفس من أجل الصالح العام ولمصلحة وفائدة إخواننا، كما ذكر الرئيس «ميسيتش» تلك الحقيقة الواضحة حين قال أنَّنَا في وقت ما قللنا من أهمية شيء كهذا، وبالنسبة إلى الغالبية العظمى من الناس حول العالم، قال عنهم «إنهم يريدون السّلام».

وبعد ذلك أجرينا جلستين من المداخلات الشيقة للغاية، واللتّين لا أملك الوقت الكافي لأدخل في تفاصيل ما تحدث عنه كل أو جميع المتحدثين خلالهما، فقد تناولنا دور الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية فضلًا عن دور البرلمانيين ومنظمات المجتمع المدني، ولكن اسمحوا لي أن أذكر بعض الملاحظات التي دونتها بنفسي خلال هاتين الجلستين، فعلى سبيل المثال، حين قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إنه يجب أن نكون معتدلين وأن تكون لدينا حرية التفكير، وكذلك التنديد بالعنف والإرهاب ودعا في نفس الوقت إلى التسامح وقبول الآخر.

وأما معالي «الطيب البكوش» فقد تحدث عن ضرورة تحقيق التعاون بين المؤسسات، كما تحدث معالي «سالم المالك» من منظمة «الإيسيسكو» عن أنّه لا يمكن أن يكون هناك تنمية دون استقرار، وهاتان الملاحظتان هما جوهر ما قيل ضمن هذه المداخلات الهامة، كما تحدث السيد «عبدالقوي أحمد يوسف» الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية عن الدور البارز لسيادة القانون وكذلك عن دور التعليم والتعاون والاحترام المتبادل، كما تحدث زميلنا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين معالي «خالد خليفة» عن حاجتنا إلى التعامل مع تداعيات وتبعات غياب السّلام، فالأمر لا يتعلق بغياب السّلام فقط، ولكن علينا التعامل أيضًا مع عواقب ذلك، وأشار إلى أن السّلام أصبح حلمًا ورفاهية لملايين الأشخاص حول العالم، وأنتقل بعد ذلك إلى الزميل «محمد الشافعي»، من مكتب الاتصال المشترك التابع للمفوضية الأوروبية وجامعة الدول العربية ومقره مالطا، الذي تحدث عن الحاجة إلى الحوار والتفاهم المشترك واحترام كرامة الإنسان، ثم تحدث البروفيسور «ألفريد فيلا» عن السبب الذي يوجب على الجامعات أن يكون لها دور في بناء السّلام، مشددًا على أن التعليم يساهم في تحقيق السّلام بحسب ما اقتبسه في كلمته من مصادر مشهورة حول تعريف السّلام وما يجب عمله لتحقيقه.

ثم نأتي إلى الجلسة الثانية التي كان يديرها صديقي وزميلي الدكتور «أنجيلو فاروجيا» الذي تحدث عن دور البرلمانيين في حفظ السّلام، ثم استمعنا إلى مداخلة مثيرة جدًا للاهتمام ومؤثرة إذا جاز لي القول من معالي «محمد ناشيد» حول الأحزاب السياسية والانتخابات الحرة والنزيهة والحاجة إلى ذلك إضافة إلى حديثه حول التداول السلمي للسلطة، وبنفس القدر من المشاعر استمعنا إلى كلمة زميلنا «هانو بيفكور» من إستونيا، ويمكننا أن نفهم أنه جاء إلينا من بلد لها حدود مشتركة مع روسيا حيث كان من المفترض أن أزور إستونيا الأسبوع القادم ولكنني اضطررت إلى إلغاء رحلتي بسبب الظروف الجارية حيث تحدث عن مستقبل الديمقراطية ومواثيق حقوق الإنسان وبعض من خواطره عن مخاطر الديكتاتورية، ثم تحدث السيد عبدالسّلام لبار أيضًا بشغف وبكلمات من القلب قائلًا إنه من المهم أن ننطق بالحقيقة دائمًا وبصوت عَالٍ وعلينا أن نشجب وندين الحرب تحت أي ظرف من الظروف، ثم تفضل السيد ستروين ستيفنسون بإلقاء الكلمة التي تحدث فيها عن أننا يجب أن نحظر الاستخدام السياسي للدين، ثم تحدث زميلي «جيسموند ساليبا» عن تحقيق السّلام والحفاظ عليه ودور المنظمات التطوعية و لقد أدهشتني حقيقة أن أطفاله وزوجته ذوو أصول بولندية وأنهم كانوا يحاولون فهم حقيقة ما يحدث في موطن أجدادهما، وفي النهاية تحدث السيد «جان كريستوف باس» عن طبيعة الانقسامات الموجودة في العالم المعاصر سواء ما بين البلدان وبعضها البعض أو داخل تلك البلدان نفسها.

لذا فأنا أعتقد أنه يمكننا أن نستخلص من كل هذا أننا يجب أن نصل من خلال كل ما تقدم إلى قرارات يجب أن نتخذها بعد هذين اليومين من المناقشات وسأذكر هنا بعض النقاط غير مرتبة حسب الأهمية الخاصة بكل منها؛ لقد تم التأكيد على أننا بحاجة إلى إشراك المنظمات غير الحكومية والمنظمات الإقليمية للمحافظة على ثقافة السّلام إضافة إلى الجامعات، لقد تحدثنا عن مسؤولية ضمان أن يكون هناك دور فعال للقيادة المسؤولة لتحقيق الانسجام والسّلام في مجتمعاتنا، كما تحدثنا عن التزامنا بدعم الدبلوماسية الوقائية من أجل الحفاظ على ثقافة السّلام العادل عالميًا، وكذلك ضمان تمكين النوع الاجتماعي ودور المرأة الفعال إذ يُشَكِّلْنَ 50 ٪ من المجتمعات ويُوكل إِلْيْهِنَّ مهام أكبر في شتى مناحي حياتنا، وسمعنا مرارًا وتكرارًا النداءات من أجل المزيد من المشاركة المباشرة لقادة العالم والمؤسسات في تحقيق السّلام العادل، وقد سمعنا بالتأكيد أنه يتعين علينا التأكد من أن الشباب قد أصبح لديهم صوت مسموع وأنه علينا أن ننمي احترام المجتمعات متعددة الأديان في مختلف الدول، والنظر بقدر من الاهتمام في مسألة مراقبة توزيع الأسلحة الصغيرة والخفيفة.

وقد شدد هذا الاجتماع بوضوح على الحاجة إلى إبراز قوة الحوار لأن السّلام لا يمكن أن يكون أمرًا مفروغًا منه، وضرورة تحديد الأسباب الجذرية للصراعات والعنف الجسدي وإزالتها، وكذلك تعزيز كرامة كل إنسان والاعتراف بقيم التفاهم والحوار والتضامن كذلك.

أخيرًا، علينا أن نطبق أجندة الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، خاصة الهدف رقم 16 حول السّلام والعدل والمؤسسات القوية.

وفي الختام، عزيزي السيد البابطين، أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة الرؤساء والمتحدثون والضيوف الكرام، أشكركم جميعًا على مساهمتكم القيمة في هذا المنتدى العالمي حول السّلام.

من المهم للغاية لنا باعتبارنا مجتمعًا دوليًا، وعلى وجه التحديد بسبب الاعتداءات المستمرة وانتهاكات حقوق الإنسان والتهديدات التي تمس سيادة الدول، وقمع دول بأكملها، أن نواصل الضغط من أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة والسّلام.

ربما لم نحل أي مشكلات أو أية نزاعات خلال مناقشاتنا، لكننا بالتأكيد أعطينا أصواتنا إلى من يعيشون بيننا والذين تعرضت حريتهم ورفاههم، وفي بعض الأحيان، وجودهم للخطر.

وكلماتي الأخيرة ستكون تكرارًا للرسالة التي نقلتها أمس حول الحرب الدائرة في أوروبا، إن أملنا الجماعي والنهائي هو في الوصول إلى مفاوضات ذات مصداقية وفعالية ينتج عنها وقف دائم لهذه الهجمات المروعة وتخلص الشعب الأوكراني من الأذى والضرر والمحنة الشديدة التي يعانون منها منذ أيام، ومع ذلك لا يزال العنف مستمرًا هناك، ولقد تحدث العالم بصوت عالٍ وواضح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس لاعتماد قرار حول العدوان الروسي ضد الشعب الأوكراني بأغلبية ساحقة، لقد شاركت بصوتي هناك وأنا كلي ثقة من أن الشعور العام إزاء هذه الإدانة العالمية الذي يغذي هذا المنتدى سيكون له دويٌ كبير في إدانة هذه الهجمات غير القانونية وغير المبررة على دولة ذات سيادة وهذا الحجم الهائل من المعاناة التي يسببونها للناس.

نحن بحاجة إلى الوقوف معًا لحماية القواعد المستندة إلى النظام الدولي والدفاع عنها، ولدينا جميعًا دور نلعبه كلٌّ في مجال عمله الخاص بصفتنا سياسيين، فلا ينبغي لأي دولة كبيرة كانت أم صغيرة أن يجري تهديدها وتعريضها للخطر بهذا الشكل، هذا شيء لا يمكننا أن نقبل أن يحدث لأي شخص في أي مكان في العالم سواء في يومنا هذا أو في عصرنا هذا، وأطلب منكم أن تنقلوا هذه الأفكار معكم إلى بلدانكم لتكونوا نوابًا للتسامح والسّلام في كل أنشطتكم.

شكرًا لكم على حسن انتباهكم.

 

bottom of page