مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية
مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية
تعرف المؤسسة باسم (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية ) و قد تم إشهارها عام 1989 في القاهرة بمبادرة من الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين ، و هي مؤسسة ثقافية خاصة غير ربحية تعنى بالشعر دون سواه من الأجناس الأدبية ، و على هذا فقد تم اعتماد النظام الأساسي للمؤسسة
تعرف المؤسسة باسم ( مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) و قد تم إشهارها عام 1989 في القاهرة بمبادرة من الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين ، و هي مؤسسة ثقافية خاصة غير ربحية تعنى بالشعر دون سواه من الأجناس الأدبية ، و على هذا فقد تم اعتماد النظام الأساسي للمؤسسة على النحو التالي :
“بلاغة التجربة الشعرية”.. إصدار جديد
يتناول د. محمد صابر عبيد في كتابه “بلاغة التجربة الشعرية”، التجربة الشعرية لمجموعة من الشعراء العرب المعاصرين في سياق ثنائية التشكيل والرؤيا الممثلة للتجربة، وتستجيب على نحو أو آخر لمنهجية القراءة وفلسفتها حصرا.
ويشير عبيد في مقدمة كتابه الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، انه ثمة ما يجعل من هذا الموضوع داخل اطار اهتمام الناقد وفي سياق مجموعة من المحاور النقدية الإجرائية الحرة، تبتعد وتقترب، تنضم وتفترق، تظهر وتخفي، وتقتحم وتحجم، من اجل احتواء جماليات النصوص المنتخبة والتعبير عن رؤيتها ونظم تشكيلها فيما يلتئم داخل تجربة كل شاعر منهم، تجربة الشعرية العربية الحديثة عموما.
جاء الكتاب في سبعة فصول تناول الفصل الأول تجربة التشكيل فيما تحدث الفصل الثاني عن تمثلات قصيدة الحداثة. وتناول الفصل الثالث تجربة الرؤيا في التشكيل. فيماتحدث الفصل الرابع عن تأويل التشكيل وتجلي الرؤيا. فيما تناول الفصل الخامسة تنازع التشكيل والرؤيا: إشكالية الهوية. اما الفصل السادس فتحدث عن التشكيل الرمزي وحساسية التصوير، فيما تناول الفصل السابع أدوات التشكيل ونشاط الرؤيا.
يعرض الكتاب بحسب المؤلف خصوصيات هذه التجارب وفق رؤية ومنهج واستراتيجية وقراءة تتحرى النوعية، في ممارسة إجرائية مستفيضة، حيث انه اجتهد في أن تتوغل بحرية في مساحاتها عموديا وافقيا ومحيطيا، على نحو يحتفي بالنص الشعري داخل مكانتته النصية البنيوية، وفي إلقاء الضوء المناسب في الوقت القرائي المناسب على تجليات أخرى ثقافية فكرية كلما وجدت القراءة سبيلا إلى حضور ثنائية استراتيجية التشكيل وفصاحة الرؤية، بما يجعل من التجربة الشعرية في كينونتها النصية الميدان النقدي الجوهري للمقولة النقدية واطروحتها.
ويوضح عبيد ان مصطلح “بلاغة التجربة الشعرية”، ينفتح حكما على مصطلح أول ويفتح فضاء العنونة وهو “بلاغة”، المعروف في الثقافة الأدبية العربية القديمة، لكنه لا ينتمي هنا اليها بالمعنى المنهجي المعياري بقدر ما يشتغل على استشفاف الرؤية النقدية الكامنة في جوهر المصطلح، فالشعر بطبيعته بلاغة من طراز خاص في سياق التوجه نحو معنى الإيجاز في البلاغة بوصفة طريقة مغايرة.
ويبين المؤلف ان مصطلح “الشعرية”، جاء صفة للتجربة، فهو يحيل الى الجنس الادبي المعروف بـ”الشعر”، مثلما نقول في تجارب أخرى مثل “التجربة الروائية، القصصية، التشكيلية”، ويمكن ان يتضمن المعنى الأوسع لمصطلح “الشعرية”، بوصفه نظام الصوغ الأدبي والفني والجمالي في الآداب والفنون عامة، وفيما يخص “فن الشعر”، على نحو مخصوص، وبالتكوين المصطلحي المشترك “التجربة الشعرية”.
ويوضح عبيد ان كل معاني التجربة على مستوياتها كافة تتمثل داخل افق المصطلح، وتندرج في اطار فن الشعر بما ينطوي عليه من خصوصية أجناسية تاريخية تحيل عربيا على مقولة “الشعر ديوان العرب”، بالمعنى الذي تكون فيه “التجربة الشعرية العربية” ذات صلة جوهرية وثيقة وجدلية بكيان الإنسان العربي وضميره وحساسيته ووجدانه وإنسانيته على نحو يجعل من “التجربة الشعرية العربية” جزءا أساسا من تجربته في الحياة والوجود والرؤيا والمصير والمستقبل.
ويرى المؤلف ان الشاعر العربي الحديث حاول ان يذهب نحو خصوصية تنتمي الى تجربته الانتمائية الحاسمة في ظل التجربة الشعرية العربية الحديثة، فبعد الثورة الكبرى التي قادها الشعراء الرواد في الانتقال من “قصيدة الوزن”، الى “قصيدة التفعيلة”، ثم فيما بعد الى “قصيدة النثر”، انفتح الشاعر العربي الحديث على إمكانات جديدة لتضخ تجربته الشعرية بطاقات مغايرة لم يسبق ان عرفتها الشعرية العربية في عصورها المختلفة.
ويضيف عبيد ان كل شاعر عربي حديث من أولئك الشعراء الكبار الذين تركوا بصمة خاصة على جسد الشعرية العربية الحديثة، يتميز بكاريزما شعرية خاصة، استنادا الى تجربته النوعية المتميزة على مستوى استراتيجية التشكيل وبراعة الصنعة الشعرية الخاصة التي تبلغ مرتبة الهوية، وفصاحة الرؤيا في قدرتها على استخلاص الكنز الدلالي الثمين من غابة اللغة، نحو بلوع مقام الندرة والاستثناء والتفرد والخصوصية والكاريزما الشعرية المميزة.
وأوضح المؤلف ان الشعراء الرواد أسهموا في فتح فجر جديد للشعرية العربية في نهاية اربعينيات القرن الماضي وبداية خمسينياته، وكانت الأجيال اللاحقة لجيل الرواد ممن اطلق عليهم بحسب التقسيم الجيلي المدرسي “جيل الستينيات، والسبعينيات”، وما تبعهم من أجيال شعرية على وفق هذا التقسيم، قد سعت الى العمل بجد ووعي على مساحتي التشكيل والرؤيا الشعريتين بروح ملؤها الرغبة في التجديد والتطوير والتحديث وابتكار وسائل أخرى في بناء تجاربهم الشعرية.
ويذكر ان د. محمد صابر عبيد الحاصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث والنقد من جامعة الموصل، أنجز أكثر من خمسين بحثاً عملياً نشر في المجلات الأكاديمية المحكّمة في مختلف الجامعات العراقية والعربية، وصدر له العديد من المؤلفات.