top of page
  • Facebook
  • X
  • Youtube
  • Instagram

هيئة الأدب والنشر والترجمة تختتم فعاليات «ملتقى الترجمة»

هيئة الأدب والنشر والترجمة تختتم فعاليات «ملتقى الترجمة»

اختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة فعاليات "ملتقى الترجمة" الذي أقيم في مقر وزارة التعليم بالرياض، جرى خلالها تقديم 8 جلسات حوارية شارك فيها أكثر من 20 متحدثاً من داخل وخارج المملكة، إضافة إلى 10 ورش عملية أتاحت للمتدربين لقاء خبراء الترجمة المحليين والدوليين.

وكرم الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة د. محمد حسن علوان الفائزين بمسابقة "تحدي الترجمة" في مساراتها المتخصصة في اللغات (الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والكورية)، إضافة لتكريمه المشاركين في الجلسات الحوارية.

وكان الملتقى قد شهد خلال يومه الأول إقامة ثلاث جلسات حوارية، ابتدأت بجلسة بعنوان "الترجمة ودورها في تقريب ثقافات الأمم" شارك فيها كل من د. مارثا لوسيا بوليدو، والدكتور محمد البركاتي، وبريان جيمس باير، ونواف البيضاني في الجلسة التي أدارها حمد الشمري. حيث تحدثت د. مارثا لوسيا عن مدينة "لوريكا" الكولومبية التي تمتزج فيها ثقافات مختلفة تتضمن العربية، إلى جانب الثقافة الإسبانية عادة هذا التنوع عاملاً مهماً لتأكيد ضرورة الترجمة وقيمتها. فيما حملت ورقة نواف البيضاني عنوان "ابنا آوى اللذان علما الأمم" تطرق فيها لحكاية "كليلة ودمنة"، وقال: "عندما نتأمل في كتاب كليلة ودمنة سنحتار في صاحب الفضل في انتشارها، لنتساءل هل يعود ذلك للمؤلف الذي تفتق ذهنه عن هذه الحكايات المتقنة السبك وهذا الأسلوب التعليمي الماتع الممتع، أم هو "برزويه" الذي نقله من لسان الهند إلى لسان الفرس، أم ابن المقفع الذي نقله إلى لسان الفصاحة العربية".

ومن جهته أكد د. محمد البركاتي: على أن الترجمة عامل مهم في ازدهار الثقافة وانتقالها من مكان لمكان، وربما معول لهدمها وتذويبها. وأشار إلى أن التقريب في الترجمة يسهم في البناء والتجسير ويقدم نصوصاً تروق لذائقة القراء، ولكنه يقوم بتذويب الحضارات بعضها البعض، فيما يحفز التغريب القارئ لتناول المفاهيم الثقافية الخاصة ليترك في داخله مساحة من الهوية لكل ثقافة لتصنع ألوانها ومذاقها. فيما شدد د. بريان جيمس باير على إمكانية ربط أمتين متباعدتين من خلال الترجمة بعد الاخذ بالاعتبار الفهم الدقيق للثقافة بين اللغة الاصلية والمراد الترجمة إليها.

وجاءت ثاني الجلسات الحوارية، بعنوان "الترجمة الأدبية: من الترجمة إلى الإبداع" وأدارها د. إبراهيم القرني، تحدث الضيفان د. شريف بقنة وإيمانويل فارلييه، عن ماهية الأدب وهدف الترجمة من ذلك، حيث أوضح بقنة أن النص الأدبي يتطلب دلالة غموض وميزة إبداعية تؤهله إلى نقله للغة أخرى، فيما أشار إيمانويل إلى أن كبار المترجمين غير متفرغين، الأمر الذي أدى لتراجع القطاع وأن من الواجب على المؤسسات الثقافية تفريغ ومساعدة المترجمين ونقلهم إلى الاحترافية.

وتناولت الجلسة الأخيرة لليوم الأول من الملتقى، والتي أدارها د. مبارك القحطاني، الترجمة واقعاً وتشريعات وآفاق، وتحدث خلالها د. إبراهيم البلوي والدكتور عبدالرحمن السليمان، والدكتورة كاثرين واي التي قدمت كشفاً عن المشهد اللغوي في إسبانيا، مؤكدة أن قطاع الترجمة غير منظم في العالم، حيث يفتقد لكيان دولي ينظم عمل المترجمين. من جهته، يرى د. إبراهيم البلوي أن السياسة اللغوية مهمة، حيث اهتمت المملكة بذلك ونالت خلال السنوات الماضية عناية كبيرة، أنتجت جمعيات ومعاهد تولّد ترجمة منظمة وواعية. وشدد د. عبدالرحمن السليمان على أن التشريعات تساعد المترجمين في تطوير المنتج اللغوي، باعتبار أن الترجمة صناعة تكنولوجية متعددة، مستشهداً ببلجيكا التي وضعت نظام تنظيمي فعال منذ ثلاث سنوات.

هذا وتستمر فعاليات ملتقى الترجمة في مقر وزارة التعليم بالرياض، حيث سيشهد اليوم الثاني والأخير ثلاث جلسات، إضافة إلى ورش عمل، وجلسة خاصة، وأخرى ختامية، تتناول في مجموعها جوانب مختلفة من صناعة الترجمة وآفاقها في المملكة والعالم.

فيما كانت الجلسة الختامية للملتقى حول أبرز توصلت الملتقى وأدارها د. أحمد الطحيني وشارك فيها المتحدثون: د. مارثا لوسيا بوليدو، والدكتورة كاثرين واي، والدكتور بريان جيمس باير، والدكتور جوزيف ديشي، والدكتور رشيد يحياوي، والدكتور محمد البركاتي، وإيمانويل فارلييه، قدم المشاركون مجموعة من التوصيات تمثلت في: ضرورة استمرار الملتقى ليكون سنوياً مع إضافة مهارات أخرى لقطاع الترجمة، ورفع مستوى الطموح بالنسبة للدارسين للوصول إلى المستوى المطلوب، ودعم الأعمال والمحافل كالمؤتمرات واللقاءات المتخصصة في مجال الترجمة.

وشدد المشاركون على أن المبادرات الموجودة تؤكد على أن القطاع قادر على الاستمرار بعد اخذ المعطيات والمداخلات لتطويرها في تصميم الدورات القادمة، وذلك بتعاون الجهات المعنية.

كما أكدوا أن المملكة تعيش عصراً ذهبياً في كافة المجالات ومنها الثقافية والأدبية والتي يتفرع منها مجال الترجمة، مشيرين إلى أن مواصلة الهيئة بدعم كافة مجالاتها المتمثلة بالأدب والنشر ينعكس تلقائياً على قطاع الترجمة.

المصدر:

bottom of page