top of page
  • Facebook
  • X
  • Youtube
  • Instagram

ملتقى القصة في البحرين.. ناقش «تأثير القصة على الطفل»

ملتقى القصة في البحرين.. ناقش «تأثير القصة على الطفل»

بمناسبة يوم الطفل العالمي استضاف ملتقى القصة القصيرة بأسرة الأدباء والكتاب المتخصصة في أدب الطفل الكاتبة ندى فردان، في أمسية أدبية أقيمت مؤخرا بمركز عبدالرحمن كانو الثقافي، تحدثت فيها عن «تأثير القصة على الطفل» طرحت من خلالها عدة محاور تتعلق بالجوانب الهادفة والمؤثرة على الطفل سلبا وإيجابا، أدارت الأمسية الدكتورة جميلة الوطني، بحضور عدد من المثقفين والكتّاب والمهتمين بأدب الطفل.

في بداية الأمسية استهلت الدكتورة جميلة الوطني بترحيب الجمهور ونبذة قصيرة عن أبعاد أدب الطفل، ومن ثم التعريف بالكاتبة. بعدها بدأت الكاتبة ندى الفردان بعرض الشرائح المحورية لموضوع الأمسية مقارنة ما بين القصة للطفل والقصة للبالغين، حيث بينت أوجه الشبه في القدرة على الإمتاع والتشويق وخلق حالة من التأثير والتحفيز، وأوجه الاختلاف بينهما خاصة من ناحية المستوى الفكري واللغوي والنفسي في أدب الطفل الحديث، الذي عرفته بأنه: جنسٌ أدبي نثري قصصي فني، موجَّه إلى الطفل، ملائم لعالمه، يضم حكاية شائقة، ليس لها موضوع محدد أو طول معين، شخصياتها واضحة الأفعال، لغتها مستمدة من معجم الطفل، تطرح قيمة ضمنية، وتعبِّر عن مغزى ذي أساس تربوي، مستمد من علم نفس الطفل.

وأكدت الفردان أن القصة كانت من الأزل تستخدم كأداة للترفيه وخلق روابط اجتماعية حميمية ووثيقة مع الطفل، بل وكانت تستخدم أيضًا كأداة تربوية وتقويمية للسلوك وثقافية وتعليمية، ووسيلة لغرس الأخلاق والمبادئ والعقائد الدينية، فاستعرضت للحضور الكثير من الأمثلة من القصص المأخوذة من التراث العربي والأوروبي والآسيوي، وقصص من التاريخ والأساطير، والقصص الخرافية المشهورة التي جمعها الكاتب الفرنسي شارل بيرو، والذي يعتبر مؤسس أدب الطفل في القرن السابع عشر، ثم انتقلت إلى القصص التي تم تخصيصها للطفل في القرن التاسع عشر والتي عرفت بالعصر الذهبي لأدب الطفل خاصة مع انتعاش الطباعة الورقية، ثم عرجت على القصص الحديثة التي تخللت وأعقبت الحربين العالميتين الأولى والثانية، والطفرة التي حدثت بعد ذلك بازدياد دور النشر، وظهور الحركة النقدية لقصص الأطفال، لتبين بذلك التدرج في تطور أدب الطفل، وكيف أن ظهور علم نفس الطفل أسهم إسهامًا كبيرًا في النقلة النوعية للكتابة للطفل، فبعد أن كانت القصص تُحكى وتكتب للجميع دون الانتباه إلى الفوارق العمرية، باتت بعد ذلك تأخذ بعين الاعتبار التطور اللغوي والنفسي والذهني التدريجي للطفل.

وأكدت الفردان أيضا: أن القصة لها تأثيرات متعددة على الطفل منها: معرفي، ذهني، ثقافي، تربوي، سلوكي، اجتماعي، روحي، عقائدي، نفسي، وأنه في العصر الحديث -خاصة مع ظهور نظريات متعددة في علم نفس الطفل، كنظرية «التطور المعرفي» لجان بياجيه عالم النفس السويسري - فإن تأثير القصة امتد ليشمل التأثير الإبداعي والعلاجي للطفل.

كما بينت الكاتبة كيف أن التقسيمات الحديثة لمراحل الطفولة التي صنفها علماء النفس كالآتي: طفولة مبكرة، طفولة متوسطة، طفولة متأخرة، ثم مرحلة المراهقة التي هي الأخرى لها تقسيماتها وخصائصها، قد ساعدت كتّاب أدب الطفل في مراعاة المستويات اللغوية والنفسية والذهنية والمعرفية لكل مرحلة، وكذلك لفتت انتباههم إلى المعايير الأخلاقية والقيمية والتربوية والإنسانية الواجب عليهم أخذها في الحسبان.

ولم تغفل الفردان عن ذكر تأثير التكنولوجيا في صرف انتباه الأطفال عن القصة الورقية، وجذبهم للقصص المتحركة سواء مسلسلات الكارتون أو الأفلام أو الجرافيك، لكنها في الوقت نفسه شدّدت على أن تأثير القصة سيظل، وأنها جزء لا يتجزأ من الحاجة الإنسانية للتعبير عن العواطف والأفكار والخواطر، وضرورة مشاركة ذلك مع الآخرين عن طريق مؤثر كالقصة.

وفي ختام الندوة، تم فتح المجال للمداخلات والمشاركات، ثم أثنى الحضور على قيمة المحاضرة وتبيان أثر القصة الكبير على الطفل، ليعقب ذلك تكريم الأستاذ والكاتب محمد بو حسن للكاتبة ندى فردان ومديرة الحوار د. جميلة الوطني نيابة عن أسرة الأدباء والكتّاب.

المصدر:

bottom of page