top of page
  • Facebook
  • X
  • Youtube
  • Instagram

خزانة" محمد أركون تنتقل إلى المكتبة الوطنية للمغرب

خزانة" محمد أركون تنتقل إلى المكتبة الوطنية للمغرب

بعد 13 سنة على رحيله، آثرت أرملة المفكر الجزائري الراحل محمد أركون السيدة ثريا اليعقوبي أن تهب خزانته الشخصية للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية. وتأتي هذه البادرة امتداداً لمشاعر صاحب "نقد العقل الإسلامي" نحو المغرب الذي اختار أن يتزوج منه، وأوصى بأن يدفن فيه. وفعلاً ووري جثمانه في مقبرة الشهداء في مدينة الدار البيضاء في الرابع عشر من سبتمبر (أيلول) 2010 عن عمر ناهز 82 سنة.

وتضم الخزانة التي وهبت للمكتبة الوطنية في الرباط أكثر من 12 ألف كتاب (خمسة آلاف مؤلف وسبعة آلاف مجلة)، معظمها ينتمي إلى حقول الفلسفة والنقد والتاريخ والترجمة. وتم توقيع "اتفاقية هبة" بين إدارة المكتبة الوطنية وعائلة المفكر الراحل ممثلة في زوجته ثريا اليعقوبي، رئيسة مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات. وتقضي هذه الاتفاقية بنقل محتويات خزانة محمد أركون المغربية فضلاً عن أرشيفه إلى فضاء خاص بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، لتكون متاحة لعموم الطلبة والباحثين، كما ستخصص المكتبة الوطنية حيزاً يكون بمثابة متحف رمزي يضم مكتبه والأدوات التي كان يستعملها الراحل في الكتابة. وقد حضر حفل التوقيع وزير الثقافة ووزير الشؤون الإسلامية ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، ووجوه من عالم الثقافة والفكر، فضلاً عن أصدقاء الراحل.

وقد عبر مدير المكتبة الوطنية محمد الفران عن افتخاره بحصول مؤسسته على هذا الإرث الثقافي والفكري الكبير، مؤكداً أن هذا الحدث هو مناسبة للعودة إلى تجربة أركون من لدن الباحثين والدارسين المغاربة، كما أكدت أرملة المفكر الراحل حبه للمغرب، وانشغاله الدائم بالتراث الفكري والحضاري لهذا البلد الذي كان يضعه في المرتبة نفسها التي يضع فيها بلده الأصلي الجزائر.
ويعتبر محمد أركون رمزاً للمثقف الذي يؤمن بضرورة اندماج البلدان المغاربية في نسق تفاعلي يعود على المنطقة بالنفع، بدل الانجرار وراء صراعات سياسية تضع بلداناً متجاورة ويجمع بينها مشترك ثقافي كبير في فخاخ النزاعات التي لا طائل منها.

ولد أركون في الجزائر وعاش في فرنسا ثم دفن في المغرب. وإذا كانت هذه البلدان الثلاثة هي مدار حياته، فإنه بالمقابل لم يكن يؤمن بأية هوية ضيقة. يقول في هذا الصدد "إبداعك هو هويتك التي اكتسبتها بعملك، لا بمولدك".

المصدر:

bottom of page