top of page
  • Facebook
  • X
  • Youtube
  • Instagram

جمعية الفلسفة تقيم أمسية «التحليل الفلسفي للوحة الصرخة»

جمعية الفلسفة تقيم أمسية «التحليل الفلسفي للوحة الصرخة»

أكد أستاذ الفلسفة في تعليم الكويت محسن أشكنوني أن موضوعات فلسفة الجمال والفن تتسم بالصعوبة والتعقيد لأنها مقيدة بسياق تاريخي، مشيراً في محاضرته التي ألقاها في جمعية الفلسفة السعودية بعنوان: "التحليل الفلسفي للوحة الصرخة" والتي أدارتها الدكتورة منى الحمود، بقوله: "لا بد أن نعلم أن تحليل اللوحة الفنية يشابه لحد كبير تحليل كتاب فلسفي، فمن الصعب أن نقدم كل التفسيرات حول اللوحة"، وأضاف: "إن لوحة الصرخة هي موناليزا العصر الحديث، وهي محاكاة لتجربة مر بها الفنان العالمي إدفارت مونك كالقلق، والفزع، والخوف، والهلع، وأطلق عليها "القنوط" أو "اليأس"، وقال: إن مونك رسم لوحة "الصرخة" وهو في عمر الثلاثين في عام 1893م. وأنه فقد أسرته وهو في السن الخامسة والعشرين، وتحدث عن الشخصية المرعبة داخل اللوحة، وبأن السماء لونها كلون الدم، وأن النهر الأزرق المائل إلى السواد هو نهر أوسلفورد، وهو نهر واقع في مدينة أوسلو في جنوب شرق النرويج، ويظهر النهر على شكل تموجات يميل لونها إلى الأزرق الداكن المائل إلى السواد ليس الفاقع، أعطى مونك النهر لوني الأزرق والأسود، فاللون الأزرق الداكن يجسد القلق والفزع، وهذا القلق والخوف يسيطران على الطبيعة، كما أن اللون الأسود يرمز للكآبة.

وأوضح أشكنوني أن الشخصية الرئيسة في اللوحة عبارة عن وجه رجل ذو عينين محدقتين وشاخصتين وفم مفتوح من الهلع كأنه يصرخ بقوة، والوجه يبدو قد استطال وتشوه وذلك من شدة الخوف والقلق، ملامح الوجه مطموسة كالأنف والعينين، يمسك رأسه بيديه ويغطي أذنيه بالكامل، ورسم مونك تلك الهيئة البشرية دون ملامح محددة لا جنس ولا هوية كأنه شبح، رسم مونك الشخصية المحورية باللون الأخضر، وعمد مونك أن تكون الشخصية بلا هوية ولا جنس ليسمح لأي شخص أن يرى فيها نفسه ويربطها بتجاربه الخاصة.

وقال أشكنوني: إن الهلع والخوف والمعاناة يمكن ملاحظتهما بسهولة على الشخصية المحورية، الشخصية المعذبة أمام السماء الدموية، كما أن إدفارت مونك لم يصور منظراً طبيعياً في هذه اللوحة، بل تصور حالة ذهنية، فالدراما تكمن في داخل اللوحة.

وتساءل أشكنوني: هل الصرخة من الإنسان أم من الطبيعة؟ أو الصرخة من الاثنين؟

وأضاف أن لوحة الصرخة تتسم بالغموض، ولكن هناك أمر واضح بأن مونك أعاد الإنسان للواجهة.

وقال: إن هناك لوحات فنية أخرى للفنان إدفارت مونك تمثل ظروفه القاسية، كلوحة الطفلة المريضة، والتي تحاكي أصعب تجربة مر بها مونك، وأن اللوحة تصور منظرا صعبا، تجسد اللحظات الأخيرة في حياة صوفي، نستطيع أن نرى الحزن والخضوع في ملامح الطفلة صوفي، بينما السيدة إلى جانبها تشيح برأسها للأسفل غير قادرة على النظر في عيني صوفي المريضة، اللون الرمادي يكسو اللوحة وتبدو بشرة صوفي شاحبة، محاطة بشعر محمر، مرتدية فستاناً أخضر، مستلقية على السرير متماهية مع الخلفية الخضراء، ثوب السيدة الحزينة الجالسة بقرب صوفي مظلم ويكاد أن يندمج مع الخلفية، وهذا يركز إلى شيء واحد وهو الموت، كما يمكن -إذا أمعنا النظر- في الطفلة المريضة أن نرى أيضا حولها خطوطا متعرجة، أراد مونك من خلالها أن يجعل المزاج متذبذبا. وأن الفارق الزمني بين لوحتي مونك الصخرة والطفلة المريضة هي خمسة أعوام، والتشابه في الألوان والخطوط وفي التجارب والشخصية المحورية.

وختم أشكنوني محاضرته بلوحة الفنانة منى الحمود، والتي تحمل عنوان "وقتنا الحالي"، مشيراً إلى أن الحمود رسمت وجه سيدة يبدو عليه ملامح الحزن، بكل تأكيد لا يبدو وجه السيدة سعيد، تم استخدام اللون الأزرق في رسم بؤبؤ العين، الأزرق هنا يميل إلى الأزرق الداكن أكثر من الأزرق الفاقع، الشعر لونه أسود، كما لو أمعنا النظر باللوحة سنلاحظ بعض الخطوط المتعرجة على الشعر، وجه السيدة يميل لونه للأصفر الفاقع.

وقال: "بجانب وجه السيدة نلاحظ مجموعة من الورود التي تختلف أشكالها وألوانها، ثلاثة من هذه الورود لونها أحمر، وواحدة لونها أزرق والأخرى لونها أخضر، وهناك وردة لونها داكن تميل بين الأسود والأحمر والأصفر".

وأضاف: "إذا كنا نريد أن نعطي تفسيراً وتحليلاً كاملاً لهذه اللوحة الرائعة لا بد أن نسأل الأستاذة التي أبدعت هذه اللوحة ولكن لا ضير أن نعطي تفسيرنا حول هذه اللوحة، لأننا سنلاحظ أن هناك بعض الخطوط المشتركة مع لوحة الصرخة".

المصدر:

bottom of page