top of page
  • Facebook
  • X
  • Youtube
  • Instagram

المالوف.. فن أندلسي عريق يصارع الزوال في الجزائر

المالوف.. فن أندلسي عريق يصارع الزوال في الجزائر

إلى عهد قريب كان الزائر إلى حاضرة الشرق الجزائري "قسنطينة" يشعر بمجرد أن تطأ قدماه أرضها أن هذه المدينة العريقة تتنفس فن المالوف.

وكانت جولة بالأحياء القديمة لسيرتا (الاسم القديم لقسنطينة) وأزقتها حيث تنبعث إيقاعات تلك الموسيقى الأندلسية من المحلات والمقاهي المتراصة تجعلك تدرك أن المالوف يشكل خلفية سمعية، ويزداد هذا الشعور عند رؤية صور سلطان فن المالوف الراحل محمد الطاهر الفرقاني حاملا آلة الكمان تزين الجدران وواجهات المحلات.

ولكن ذلك العهد وتلك الأجواء يبدو أنها ولت أو تكاد أمام طغيان الأغاني الخفيفة المحلية، الغربية على ميولات الأجيال الجديدة.

وتعود جذور المالوف إلى الأندلس وتحديدا مدينة إشبيلية حيث حمله المورسكيون معهم حين فروا من بطش محاكم التفتيش إلى المغرب العربي، فبقي يؤنس وحشتهم في منفاهم الجديد ليتحول مع مرور السنوات إلى تراث وجزء أصيل متجذر من الميراث الثقافي لقسنطينة التي احتضنه فنانوها وهذبوه وطوروه وبلغ أوجّه في العهد العثماني.

وينتمي المالوف إلى الموسيقى الكلاسيكية، وينحدر من المدرسة الإشبيلية، وتم تناقلها شفهيا من جيلٍ إلى آخر.

ويتكون المالوف من الشعر والموشحات والأزجال، وهو نوع تغذى بالألحان الصوفية والعيساوية المحلية، واسمه مشتق من كلمة "مألوف" وتعني الوفيّ للتقاليد.

بعد سنوات مديدة من الرواج يجد فن المالوف نفسه منذ عدة سنوات في صراع مع الأغنية العصرية الخفيفة، فبات مهددا بالاندثار بعد أن بدأت مساحات انتشاره ورواجه تضيق بعد تضافر عوامل عديدة ساهمت في انحساره.

المصدر:

bottom of page