مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية
مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية
تعرف المؤسسة باسم (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية ) و قد تم إشهارها عام 1989 في القاهرة بمبادرة من الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين ، و هي مؤسسة ثقافية خاصة غير ربحية تعنى بالشعر دون سواه من الأجناس الأدبية ، و على هذا فقد تم اعتماد النظام الأساسي للمؤسسة
تعرف المؤسسة باسم ( مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) و قد تم إشهارها عام 1989 في القاهرة بمبادرة من الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين ، و هي مؤسسة ثقافية خاصة غير ربحية تعنى بالشعر دون سواه من الأجناس الأدبية ، و على هذا فقد تم اعتماد النظام الأساسي للمؤسسة على النحو التالي :
الطاهر المنّاعي يناقش كتاب ابن عرفة والمذهب المالكي بإفريقية
شهدت الدولة الحفصية التي تأسّست في تونس منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، انتشاراً واسعاً للتعليم في البلاد من خلال الاهتمام بجامع الزيتونة الذي أصبح من أبرز المعاهد في العالم الإسلامي في تلك الفترة، وبرزت أسماء العديد من العلماء والفقهاء، وفي مقدمتهم ابن عرفة الورغمي.
ركّز الورغمي على تجديد وسائل التدريس في الزيتونة خلال أكثر من نصف قرن قضاه في التعليم، كما ساهم في ازدهار حركة التأليف والتشجيع على الكتابة في علوم الدين واللغة والمنطق، انطلاقاً من ضرورة تطوير الفكر الديني في مواجهة متغيّرات كبرى عاشها في عصره.
يستضيف "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون/ بيت الحكمة"، في قرطاج عند العاشرة من صباح الأربعاء المقبل الباحث الطاهر المنّاعي لمناقشة كتاب "ابن عرفة والمذهب المالكي بإفريقية في القرن 8 هـ/14 م" لأستاذ الحضارة العربية والإسلامية والباحث في التراث سعد غراب (1940 – 1995) بترجمة نجم الدين الهنتاتي.
يناقش الكتاب مرحلة شهدت بداية تراجع العالم الإسلامي أمام التهديدات الأوروبية الكتاب الذي صدر عن "معهد تونس للترجمة" العام الماضي، هو أطروحة الدكتوراه التي ناقشها المؤلّف في "جامعة السوربون" ضمن اختصاص الإسلامولوجيا بإشراف محمد أركون سنة 1984، واستغرق العمل عليها حوالي خمسة عشر عاماً.
اعتمد غراب على مصادر كثيرة كان جلّها آنذاك مخطوطاً، وموزّعاً بين مكتبات في الجزائر، والرباط، ومدريد، وباريس، وإسطنبول، وتونس، بل "يمكن اعتبار هذا البحث أداة عمل أساسية للتعرّف على مخطوطات مجهولة، لا سيما أنّ المؤلّف حرص على مدّ القارئ بأرقامها، ووَصَفَها حتّى تكون منطلقاً لمشاريع نشرٍ لبعضها، أو مشاريع بحث عددٍ من المواضيع. ومن هذا الجانب، يمكن اعتباره في بعض المواطن استدراكاً على موسوعتي كارل بروكلمان وفؤاد سيزكين"، بحسب تقديم الهنتاتي.
يحتوي الكتاب على خمسة أقسام متفرّعة إلى خمسة عشر فصلا، عرّف المؤلّف في القسم الأوّل بالمراحل الأساسية في التطوّر السياسي – الديني بأفريقيا من بداية الإسلام إلى تأسيس أسرة الحفصيين. وتناول في القسم الثاني الإطار الثقافي لتكوين ابن عرفة مع محاولة بيوغرافية له. ثمّ تمّ الاهتمام في القسم الثالث بإنتاج ابن عرفة، ثمّ بتلاميذه، في القسم الرابع. بينما عنون المؤلّفُ القسم الأخير من كتابه بابن عرفة والمشاكل الكبرى لعصره.
ويشير الهنتاتي إلى أن المؤلّف لم يسقط في المزلق السهل المتمثّل في تقديم عمل بيوغرافي فجّ يتبع حياة ابن عرفة. بل إنّ هذه الشخصية كانت "تعلّة لتحرير دراسة في التاريخ الديني حول القرن 8 هـ/14م"، إذ جعل البيوغرافيا إطاراً ومَنفذاً لبحث قضايا واسعة تتجاوز شخص المترجَم له، وخاصّة منها قضايا عصره، فهذا القرن يكتسي أهمّية بالغة، إذ عاشت فيه شخصيات لافتة على رأسها ابن عرفة وابن خلدون، ولأنّه يحمل إيذاناً ببداية تراجع العالم الإسلامي أمام التهديدات الأوروبية. وقد تفطّن ابن خلدون لذلك، وحلّل الوضع من زاوية الفيلسوف، والمؤرّخ، والسياسي. بينما تناول ابن عرفة عدداً من قضايا عصره، كما هي، وحاول معالجتها بعقلانية لكنّها عقلانية متشبّعة بروح الفقه.
ويهتمّ الكتاب بإحدى المراحل الأساسية في تطوّر المذهب المالكي بأفريقيا، إذ مرّ هذا المذهب هناك بمراحل منها مرحلة تجميع الفروع وتدوينها في موسوعات فقهية، فمرحلة التنقيح والاقتصار، فمرحلة الاختصار والاقتصار، ثمّ مرحلة التفقّه التي واجه بها ابنُ عرفة ظاهرة الاقتصار، ويظهر ذلك من خلال كتابه "المختصر الفقهي".