top of page

«المجمع» يصدر احتفالية اليوم العالمي للغة العربية في كتاب

«المجمع» يصدر احتفالية اليوم العالمي للغة العربية في كتاب


أصدر مجمع اللغة العربية الأردني كتابه «احتفالية مجمع اللغة العربية الأردني في اليوم العالمي للغة العربية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، ضمَّ الكتاب كلمات المشاركين في احتفالية المجمع التي عقدها يومَ الاثنين 5 جُمادى الآخرة 1445هـ، الموافق 18 كانونَ الأول 2023م.

وصُدِّرَ الكتاب بكلمة الأستاذ الدكتور «محمد عدنان» البخيت، رئيس المجمع، التي ألقاها في افتتاح الاحتفالية، واستعرض فيها نشأة الطباعة في البلاد العربية، مشيراً فيها إلى بداية رحلة المخطوط العربي في أنحاء المعمورة، وبيّن أن الهاشميين أدركوا منزلة اللغة العربية وقيمتها، فأسس فيصل الكبير المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1920م، وأسس المرحوم الملك المؤسس عبدالله بن الحسين المجمع العلمي العربي في الشرق بعمان عام 1923م، وأوضح بأن مجمع اللغة العربية الأردني قام، في عهد الراحل الملك الحسين بن طلال –طيب الله ثراه–؛ على آثار اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة، وما زال يحمل الرسالة العربية المقدسة.

وجاء الكتاب في قسمين:

القسم الأول تضمّن الجلسة الأولى التي خُصِّصت لمناقشة كتاب «المجمع العلمي العربي في الشرق»، لمؤلفه عضو المجمع الأستاذ الدكتور سمير الدروبي، والتي ترأسها الأستاذ الدكتور عبدالمجيد نصير، عضو المجمع، وشارك فيها مؤلف الكتاب والأستاذ الدكتور يوسف بكار، عضو المجمع، معلِّقاً على الكتاب.

بيّن الأستاذ الدكتور نصير في كلمته أن حق اللغة العربية علينا أن نحتفل بها، لأنها لغتنا، وهويتنا، ومظهر مشرق من ديننا، وهي لغة الاتصال بين الله والخلق، وأكّد أنها خيط المسبحة الذي ينظم هذه الأمة، بعد ضياع كثير مما يجمع شتاتها.

وقدّم الأستاذ الدكتور سمير الدروبي في كلمته عرضاً موجزاً لكتابه «المجمع العلمي العربي في الشرق العربي»، أما الأستاذ الدكتور يوسف بكّار فقد بيّن في كلمته أن الكتاب أصيل وعلميّ نَصِبَ مؤلفه وجَهَد واجتهد، وهو تأريخيّ شموليّ استقصائي نقديّ تنويريّ.

وخُصِّص القسم الثاني للندوة الحوارية التي ترأسها وشارك فيها صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، وتحدّث فيها الأستاذ الدكتور محمود السليمي، الباحث والأكاديمي العُماني، وسماحة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور عبدالله ولد أباه، الأكاديمي الموريتاني، والأستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين، رئيس المجمع العلمي العراقي.

وقد تركزت كلمات المشاركين على بيان أهمية اللغة العربية، وضرورتها الدينية والقومية، وضرورة المحافظة عليها من التحديات التي تواجهها.

فقد رأى سمو الأمير الحسن في كلمته أن الإشارة إلى اللغة الأم ومفهوم الأمة أمر مهم، وأن الوطنية والإحساس بأهمية اللغة في الشرق وفي الغرب أمر في غاية الحساسية في هذه الأيام، وقال: إن الديانات لا تتحاور، ولكن الإنسان يتحاور مع أخيه الإنسان، وأكّد أن ترتيب بيتنا الداخلي من الأهداف الأساسية التي يجب أن نتبناها، وأشار إلى أن عرب الشتات الذين يضمون بين صفوفهم منجزين كباراً، يستحقون الاهتمام والمتابعة، حتى لا يفقدوا الصلة بلغتهم الأم مع تعاقب الأجيال، وبيّن أن اللغة ليست وسيلة للتعبير فقط، بل هي فضاء تحليلي موضوعي يأخذ بالحسبان الظروف التي نعايشها، والعبرة أن نواكب عصرنا مع تأكيد قيمنا النهضوية وهويتنا، وتوقف عند جمالية اللغة العربية وجوانيتها، فهي حاضنة حضارية عظيمة بكل تجلياتها؛ التي وإن تراجعت عبر القرون لكنها ما كانت لتخبو، وذكر عدداً من التحديات التي تواجه المجامع اللغوية في المقام الأول وسائر المؤسسات، ودعا إلى إنشاء هيئة حكماء للإشراف على استراتيجية قومية لتعزيز اللغة العربية ونشرها والحفاظ عليها.

وبين الأستاذ الدكتور محمود السليمي، في كلمته، أن اللغة العربية المقدسة بالأمر الرباني المحفوظة بالنص القرآني وعاء الدين الإسلامي ولسان النبي الخاتم الهاشمي العدناني؛ استطاعت أن تتغلب على الأزمات والتحديات بجهود علمائها المخلصين، فانبرى لها الغيورون فأنشأوا مجامع اللغة لجمع تراثها، وبيّن أننا أمام عدد من التحديات التي تواجه اللغة العربية بحاجة إلى وضع خطط علاجية، ودعا الدول العربية لتتكاتف وتتشكل فيها الهوية الحقيقية التي تنطلق من الوعي الحقيقي نحو المشكلات المعاصرة التي نعيشها.

وأوضح سماحة الأستاذ الدكتور محمد الضويني أن اللغة العربية أحد أركان هوية الأمة، والمحافظة عليها من الدين، ونبّه إلى خطورة صراع الألسنة واللغات، ودعا إلى تأمل التحديات التي تواجه العربية للعمل على معالجتها، واستعرض دور الأزهر الشريف في العناية باللغة العربية منذ تأسيسه عناية كبيرة، واختتم كلمته باقتراح عدد من الأفكار فيما يخص المحافظة على اللغة العربية.

وذكر الأستاذ الدكتور عبدالله ولد أباه أن للغة أبعاداً أخرى غير الوظيفة التعبيرية أو الوظيفة التوصيلية، ومنها الأبعاد القومية، وأوصى بإنشاء رابطة، على غرار الرابطة الفرانكفونية، للدول التي تتحدث كلياً أو جزئياً باللغة العربية، خصوصاً في منطقة إفريقيا، وأشار إلى أن أزمتنا التي نعيشها اليوم هي أزمة فكرة العروبة نفسها، وأننا أمام تحدٍّ كبير وهو أن هناك من يشكّك في مفهوم العروبة نفسها. ورأى أن إعادة بناء فكرة العروبة التي هي مشروع المستقبل لا يمكن أن تتمّ إلا من داخل التفكير المعمّق في اللغة.

ووصف الأستاذ الدكتور محمد آل ياسين في كلمته ما طرحه سمو الأمير بمنهج عمل، داعياً المجامع اللغوية العربية إلى السير في هداه، وبيّن أن الغنى الحقيقي للغة العربية في القوانين والأنظمة والقواعد التي لا نظير لها في أي لغة أخرى، وأثار فكرة الإحاطة الشاملة بالعربية قبل القول بالقرآن.

وألحقت بالكتاب فهارس مهمّة وافية ودقيقة للآيات والأشعار والأعلام والأماكن والكتب.


الرأي الأردنية

المصدر:

bottom of page