top of page

"جين آيير" رواية شارلوت برونتي الأجرأ اجتماعيا

"جين آيير" رواية شارلوت برونتي الأجرأ اجتماعيا

قد لا تكون رواية "جين آيير" للكاتبة الإنجليزية شارلوت برونتي العمل الأشهر في نتاج الأخوات برونتي (إميلي وآن إضافة إلى شارلوت، من دون أن ننسى أخاهما برونيل الذي ثمة دراسات تنحو الآن لإعطائه فضلاً كبيراً في انكبابهن على الكتابة، شعراً ونثراً خلال الربع الثاني من القرن الـ19). فعلى سبيل المثال لرواية إميلي "مرتفعات ويذرنغ" شهرة واسعة. وكذلك يمكن القول عن "مستأجرة ويدفيلد هال" لـ آن برونتي.

غير أن شارلوت وروايتها الرئيسة تلك تتفردان بمزايا عدة لعل في مقدمتها أن "جين آيير مليئة بملاحظات اجتماعية تكاد تبدو موازية لما تفعله روايات ديكنز ومليئة بالغضب الذي كان أبعد وأكثر وضوحاً، ناهيك عن أن شارلوت (1816 – 1855) ستعيش عمراً أطول من عمر شقيقتيها الكاتبتين، كما أنها ستتفرد بين المجموعة بانفتاحها على العالم الخارجي (لندن على سبيل المثال) حيث ارتبطت بصداقات عديدة تحديداً بفضل نشر "جين آيير" التي استقبلت من الأوساط الأدبية اللندنية استقبالاً كبيراً، لا سيما من قبل الكاتب النجم في ذلك الزمن ثاكراي.

سيرة ذاتية

قد يكون لا بد هنا من ذكر أن العنوان الأول للرواية كان "جين آيير: سيرة ذاتية" وقد لا يكون ذلك إقحاماً للبعد الذاتي في الرواية، علماً أن معظم نتاجات الأخوات برونتي إنما كان يستقي إما من حياتهن مباشرة، وإما من بعض حياتهن وحياة معارفهن. غير أن رواية شارلوت تدنو أكثر ما يكون من حياتها الشخصية من دون أن تكون في نهاية الأمر سيرة ذاتية لها.

الرواية المؤلفة من 34 فصلاً تتابع فيها الكاتبة التي أعارت عنوان الكتاب اسمها فصولاً متتالية من حياتها، فصلاً بعض فصل تفاصيل المفاصل الأساسية لحياتها التي عاشتها في شمالي البلد خلال عهد الملك جورج الثالث عند الزمن الفاصل بين القرن الـ18 وبدايات القرن الذي يليه، ما أتى سابقاً على ولادة الكاتبة.

على أي حال. ولئن كانت الكاتبة لا تحدد المنطقة التي تدور فيها أحداث حياة بطلتها فإنها تتنقل بها بين خمسة مواقع لكل منها أهميته في تلك الحياة وأحزانها ومآسيها ولكن بعضاً من لحظاته المضيئة والسعيدة أيضاً وإن كانت قليلة. فالفتاة جين ولدت وتيتمت باكراً، كما يحدث عادة لصبيان روايات ديكنز التي صدر معظمها خلال حياة شارلوت فاعتبرت إلى حد ما المعادل الأنثوي له.

المصدر:

bottom of page