top of page
ادب ابن سناء الملك محور الجلسة الثانية من جلسات دورة البابطين الثقافية ..
٢١ مارس ٢٠٢٣

نجا: شهرة ابن سناء الشعرية طبَّقت الآفاق فَعُرف بين شعراء مصر الشام..

حسب الله: الخطاب الأدبي عند ابن سناء استوعب الألفاظ والمعاني والأخيلة والصور والأفكار..

تواصلت جلسات الدورة الثامنة عشرة لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية؛ بعقد جلستها الثانية والتي خصصتها للاحتفاء بالشاعرين ابن سناء الملك وابن مليك الحموي؛ وحملت عنوان " ابن سناء الملك.. وادبه؛ وادارها د. عبد العزيز سفر .

في المستهل تناول د. اشرف نجا من مصر بالحديث شعر وتراث ابن سناء الادبي؛ مشيرا إلى ان شاعرنا المحتفى به هو أبو القاسم هبة الله بن جعفر بن سناء الملك، وهذا هو لقبه الذي اشُتهر به، شاعر وأديب متميز.

وقال نجا انه وعلى الرغم من أن ابن سناء الملك أقام بمصر إلا أن شهرته الشعرية طبَّقت الآفاق فَعُرف بين شعراء مصر وشعراء الشام، زاد على ذلك أنه كانت له مجالس تجري فيها المحاورات والمفاكهات التي يروق سماعها، وكانت داره إحدى المنتديات التي جمعت أسباب الترف واللهو، ولكنه كان على جانب كبير من الأخلاق الكريمة، فيها الاعتدال والورع والتقوى والشموخ والاعتداد بالنفس.

اثاره الادبية..

وذكر نجا أن آثار ابن سناء الملك العلمية والأدبية ليست من الكثرة بمكان،مشيرا إلى ان منها كتاب «روح الحيوان»، لخص فيه كتاب «الحيوان» للجاحظ، مضيفا ان ابن سناء كان معجباً بمذهب الجاحظ في الكتابة، الى جانب كتابته لمختارات من شعر ابن رشيق القيرواني، وديوان الشاعر وهو ديوان ضخم، تَقرب أبيات الشعر فيه من ثمانية آلاف بيت، ويأتي فن المديح على أكثر من النصف، بنحو خمس وسبعين قصيدة، اضافة الى موشحاته التي نسجها على الطريقة المغربية، وفي ذلك يقول ابن سناء الملك إن موشحاته كانت تغنّى، وكان يعرفها الرجال والنساء، وتترنم بها الشيوخ والشبان.

جماليات الخطاب عند ابن سناء..

وفي المحور الثاني من الجلسة تحدث د.بهاء حسب الله من مصر عن جماليات الخطاب الأدبي في شعر ابن سناء الملك؛ مستهلا بتعريف الخطاب الأدبي بأنه خلق لغة من لغة ومعنى؛مشيرا الى أن الخطاب الأدبي يلد ويولد مثل الكائن الحيّ الذي ينمو ويتطور ويحافظ على خصائصه الوراثية البيولوجية ويكتسب أشياء أخرى بفعل التلاقح فيؤثر ويتأثر ّ.

وأشار الى ان البحث في قوانين الخطاب الأدبي من السهل الممتنع، فأن تسمع به أهون من أن تراه، أو تُكابد عناء البحث فيه، فالأدب كائن متجدد يفرض دائماً تجدد قوانينه وتحيينها، مما يجعل تفسير تلك القوانين في كل مرحلة أدبية أو في كل جنس أدبي،أمراً بالغ الصعوبة وبعيد المنال.

وذكر حسب الله ان الخطاب الأدبي عند شاعرنا عبارة عن تشكيل جمالي، استوعب في حدثه اللساني الألفاظ والمعاني والأخيلة والصور والأفكار والرؤى فضلا عن واجهته المشكّلة له، فهو الكيان المولود بعسر آلام الكتابة ليس من السهل تجاوزه دون الإمعان في ملامحه وتنّوعاته وتقاسيمه المكّونة له؛ مشيرا الى الخطاب الأدبي في شعر ابن هو خلق وإبداع، وبناء في داخل النص، يعمل على تفجير اللغة بكل ما تحمل من دلالة مرجعية وثقافية وحضارية ويكون منها رموزا لأشياء غائبة وحاضرة تقبع داخل النص.

اسهاماته الادبية..

وتطرق حسب الله بالحديث الى إسهامات ابن سناء الملك في الأدب العربي؛ مشيرا إلى انه تركَ تراثًا كبيرًا في الأدب العربي، وكانت إسهاماته ذات معالم واضحة في فضاء الأدب في أكثر من مجال، ويأتي على رأس إسهاماته الأدبية التي تركها في مجال الشعر ديوانه الشعري، وهو ديوان شعري بديع يشهد له برسوخ أقدامه على أرضية الشعر ويشهد له ببلاغته وإبداعه في هذا المجال، وقد عمل أيضًا على اختصار "روح الحيوان"، وله كتاب "مصايد الشوارد" ؛ توفي ابن سناء الملك في شهر رمضان سنة 608هـ في مدينة القاهرة .

وفي نهاية الجلسة فتح الباب المداخلات وطرح الأسئلة والاستفسارات التي أثرت موضوع الجلسة.

bottom of page