top of page
" ديوان الشعر العربي “ أينع شعراً ونثراً … ونقداً"
١ ديسمبر ٢٠٢٢

مفرح: ينبغي ألا ننشغل عن جمال القصيدة بصراع الأجناس الشعرية

السرحان: الموشح ابداع أندلسي قائم على الإختلاف في أسباب ظهوره

الشرقاوي: طبقات الشعراء وثيقة مهمة لوصف الشعراء وأحوالهم

الدمرداش: محمود حسن شاعر لم ينل حظه من الدراسات النقدية

الحربي: الأدوات اللغوية ضرورة لاكتمال شاعرية الشعراء المحدثون

الفيلكاوي: تأثرت بالمتنبي شخصياً وأدبياً

غليس: الشاعر عندما يكتب بالفصحى فانه يتصنعها

الشعر وليد الخيال، والخيال تعبير آخر عن الاختراع. لذلك فلا عجب أن نجد الشاعر يخترع المعاني والألفاظ والاستعارات والصور الجديدة، محاولًا أن ينقل إلينا تجربته أو رؤياه الجديدة للكون والحياة، وحين يتجلى الشعر يتناثر الدفء في الامكنة ليغتال برودة الطقس ولتزهر المساءات بالإبداع، في حضرته تصمت كل الأشياء لتستمع …و حين يحضر تنصت كل المشاعر إلا الخيال والروح فيحلقان بعيداً الى حيث يقودك في دروب ومتاهات ويأخذك إلى حيث تحلم دوماً ...

كل هذا كان في الأمسية الشعرية التي نظمها ديوان الشعر العربي بمكتبة البابطين المركزية حيث تبارى عدد من الشعراء في نظم والقاء القصيدة ..

أدار الجلسة بحرفية وإقتدار الشاعر والناقد الدكتور فالح بن طفلة الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي مُرحباً بالحضور الكريم من جمهور الشعراء والأدباء والنقاد، مُستهلاً الجلسة بأبيات نظمها في حق راعي المبادرة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين الذي كان له الفضل في جمع هذه الكوكبة من المبدعين ويقول:

بفضلك اليوم غنى الحرف نشوانا

والشاعر الفذ صاغ النور ألحانا

أبا سعود رعاك الله من رجل

أقام للشعر بين الناس ديوانا

بعد ذلك أعطيت الفرصة للشاعرة سعدية مفرح التي تحدثت حول الصراع الأشكال الشعرية مؤكدة ان الموضوع تجاوزه النقد وعلينا ألا ننشغل بالصراع عن جماليات القصيدة ، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك صراع بين الأجناس الشعرية إلا عند عدد قليل من مدعي الشعر لذلك أصبحت القصيدة في مأزق وتعاني من الأزمات .

عوالم من الجمال..

بعد الاضاءات حول صراع الأجناس الشعرية جاء دور الإلقاء حيث ألقى الشاعر رجا القحطاني رائعته " صحراء قلبها أخضر " وطاف بالحضور في عوالم من الجمال.. دنت تلملم فوضى الزهو عيناها.. ويسكب الالق السحري مرآها.. وتغنى الشاعر الدكتور سالم خدادة في نص شعري عن تونس .. "تونس ما أجمل ان نلتقي لنمزج الغرب بالمشرق .

الجلسة عرفت كذلك مشاركة الشاعر الناقد سعيد شوارب والشاعر الأستاذ سالم الرميضى للمرة الثانية حيث أمتع الحضور برائعته " لقد كنت " .. أحقا أضعت العهد من بعد" ....."

وعن دربنا المملوء بالحب قد بنت..

الشاعرة وضحة الحساوي كانت حاضرة برثائيتها :

ما أفسح الكون لكن لم أجد بلداً

ما أكثر الناس لكن لا أرى أحداً

ما لابد منه للأديب..

من فضاء القصيد الى عالم النقد حيث تحدث الاستاذ المساعد في اللغة العربية والمتخصص في الادب الاندلسي دكتور عبدالله السرحان عن الموشحات الاندلسية التعريف والنشأة والخصائص مشيرا الى انها أحد الفنون الشعرية المستحدثة التي ظهرت في بداية الأمر في الأندلس، ويكمن الفرق بينه وبين أنواع الشعر الغنائي الأخرى في بعض الأمور، بالإضافة إلى أن الموشح يخرج عن نطاق الأوزان العربية المعروفة في شعر العرب، وأهم ما يميزه استعماله للغة العامية أو الدارجة، لذلك يسمى شعرًا مغنى لازدهار الموسيقى به وشيوع الغناء والتفاعل الثقافي والحضاري بين المسلمين والأسبان في ذلك القرن الذي ازدهر فيه الموشح.

أما المتخصص في الأدب العباسي الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية دكتور عبدالرحمن الشرقاوي فتناول بالحديث الجوانب النقدية لكتاب " طبقات الشعراء المحدثين " لابن المعتز مشيراً الى أن الكتاب يعتبر بمثابة وثيقة مهمة من الوثائق التي تصف الشعراء وأحوالهم، حيث يذكر الكاتب بعض الأفكار والأشعار في مدح الوزراء والخلفاء والأمراء، وتحدثت جيهان الدمرداش حول شاعر الكوخ والوادي وعراب اللظى الشاعر محمود حسن اسماعيل مشيرة الة ان هذا الشاعر ظلم اعلاميا ولم ينل حظه من الدراسات النقدية وعانى من التهميش.

بدوره تطرق الناقد دكتور مشعل الحربي بالحديث الى الأدوات اللغوية التي يحتاجها الشاعر المعاصر حتى تكتمل شاعريته ، مشيراً الى أن الأدب بأنواعه سواء كان شعرا او نثرا او رواية لابد له من اداة تمكنه من الوصول الى المتلقي، مؤكدا ان الشاعر المبدع يكمن ابداعه في سيطرته على هذه الادوات، مضيفا ان الكلمة هي سلاح الشاعر وهي ملك للجميع عكس الفنون الاخرى، واختتم بقوله ان الشعراء العرب القدامى هم علماء حقيقيون وان المتنبي لم يكن خالة شعرية فحسب بل كان ظاهرة علمية حقيقية، وعقب الشاعر عبدالله الفيلكاوي بالقول أن المتنبي لم يكن مجرد شاعر انما كان حكيما ومصلحا اجتماعيا وان الكتابات حوله ينقصها الكثير .

وفي مداخلته تحدث الدكتور عبدالله غليس واذهب في الحديث عن كيفية حصول الشاعر على ادواته الشعرية من خلال الفنون العربية ،مشيرا في هذا الصدد الى ان الانسان العربى عانى من اشكالية ازدواحية اللغة ، مشيرا كذلك الى ان الشاعر عندما يحاول الكتابة بالعربية الفصخى فانه يعانع اللغة ويتصنعها ، وقال بانه يفض الشاعر الذي يكتب بالفصحى وان كان ضعيفا على الذي يكتب الشعر الشعبي وان امتلك الادوات .

زهيريات ..

الزهيريات ضرب من ضروب الشعر العامي انتشر في دول الخليج العربي خاصة في الكويت والبحرين، وكانت الكويت الاكثر تأثرا به وطورته، لذا لا غرابة ان يكون حاضراً في الديوان حيث دخل الشاعران حسين العندليب في كتابات الزهيريات الفصيحة وفالح بن طفلة في مساجلة زهيرية انتزعت إعجاب الحضور

بعدها ألقى العندليب نصاً من فنون الموروث الشعبي العراقي حوره إلى الفصحى فقال :

ببابك طاف لي قلب وحيا

وفرض كفاية رد التحية

.. الشاعرة اريج رشيد امتعت الحضور برائعتها " تمتمة " كلمات زانها جمال الالقاء.. تقول فيها :

كلا ولم اعلم يا ولدي بان الحزن ام

وان كل العاصفات الحائرات الدائرات على الخريطة قلب ام

وبان حب العالمين اذا تقطر سار في شريان ام ..

وتوالت الإبداعات فجاء دور الشاعر نادي حافظ ليبهر الحضور بنصه الرائع الذي يقول فيه :

أنت امرأة من إحساس

يبدأ من عينيك الفجر

وم بريق قدميك بريق الماس ..

اما الشاعر عبدالعزيز فأبدع في نصه " زمن يختفل بالحب" بعدها حاء دور الشاعرة رابعة المومني التي خلدت المعاني بنبض صورها في تصها الشعري " خلود المعاني بنبض الصور " فتقول :

يغاود قلبي ضجيج الحنين

ويوقظ نفسي سكون القمر

فتحيا بروحي مدى السالفات

ويرجع نبضي لدهر عبر ..

ومسك الختام كان مع الشاعرة سعدية مفرح حيث عزفت " موسيقى النوا" الحزينة في رثاء والدتها بقصيدة لم تريد لها أن تكتمل كما قالت.

قبل الكلام وبعده حين ارتجف

باي معنى له في الروح التحف

لا يهدأ القلب ان صرنا له حلما

ولا الصبايا تدمو حين نعترف

bottom of page