top of page
نملك «العربي» و«القرين» و«البوادي» و«البابطين»
٢٧ سبتمبر ٢٠١٧

يعتب البعض على الحكومة بشكل عام وعلى وزارة الإعلام عدم إنشائها قناة إخبارية على غرار قناتي الجزيرة والعربية، وسبب عتبهم في ذلك ان تلك القناة الإخبارية الكويتية ستكون سندا لنا وذراعا إعلامية يدافع عنا او عن سياسة دولتنا وربما تكون سلاحا في زمن حرب الإعلام العربي- العربي، والحقيقة أننا ككويتيين لسنا بحاجة إلى قناة كهذه إذ إن الجو الإعلامي الكويتي العام يتمتع بمساحة كبيرة من الحرية، والحرية أو بالأصح مساحة الحرية التي نملكها في القطاعين الإعلاميين العام والخاص هي الحماية الإعلامية الحقيقة ودرعنا بل وذراعنا الإعلامية فيما لو تعرضنا لشيء ما يستدعي أن يكون إعلامنا مصد هجوم ما مستقبلا.

والحقيقة انه يجب أن نفخر بان لدينا قنوات نخبة حقيقية بعيدة كل البعد في موادها وأجندتها وخطابها عن التجاذبات السياسية التي خرجت مؤخرا علينا وتحديدا منذ شرارة الربيع العربي الأولى وتحول الإعلام العربي في معظمه إلى موجه سياسي بشكل ينزع عنه قدسية الإعلام ويكسر مصداقيته أمام أصغر مشاهد.

وقدمت وتقدم تلك القنوات الكويتية «النخبوية الطابع» ان جاز التعبير بتسميتها بهذا الاسم مواد متخصصة كل في مجالها وبطريقة إعلامية احترافية عالية جدا، وكسبت تلك القنوات جمهورا كبيرا سواء كانت تلك القناة خاصة او حكومية، وتلك القنوات هي قناة العربي وقناة البوادي وقناة البابطين الثقافية وقناة القرين.

أربع قنوات كويتية إما رائدة أو متميزة في مجال تخصص ما تعرض من مواد، فالعربي والتي تعتبر احدى قنوات تلفزيون الكويت تأخذ الطابع الوثائقي بنكهة إعلامية كويتية، وهي كما يراها كثيرون انها هي مجلة العربي ولكن بشكل مرئي، والقائمون عليها استطاعوا ان يحيلوها من قناة عرض افلام وثائقية الى قناة تفاعلية حية وتحصد نسب مشاهدة مرضية بين الكويتيين، وأما قناة القرين وهي أيضا احدى قنوات تلفزيون الكويت المتخصصة فتأخذ طابع عرض كنوز ارشيف الاعلام الكويتي بحلة جديدة وبطريقة تتماهى مع الشكل الاعلامي العصري الحديث وجمهورها يتنامى بشكل غير مسبوق مقارنة بعمرها القصير نسبيا وببرامج رائعة وجيدة التنسيق وبنفس وثائقي محبب وسهل وافكار برامج غير مسبوقة، بل انها ربما تكون القناة الاولى من نوعها، وأما قناة البوادي الخاصة فهي من أوائل قنوات الشعر والتراث في المنطقة اذ انها أطفأت الشهر الماضي عامها الحادي عشر وتميزت بطرحها وأسلوبها وشكل برامجها وما زالت، وتقدم الموروث الشعبي الكويتي والخليجي بنفس اعلامي متزن وأسلوب جعلها متفردة عن جميع القنوات الشبيهة لها، وأما قناة البابطين الثقافية فهي رابع قنوات الفخر الاعلامي لدينا بين ما ذكرت من قنوات متخصصة فهي قناة تعنى بالأدب العربي بكل مجالاته وتقدم برامج تحمل قيما ادبية عالية وتوجه خطابها لجمهور النخبة والعامة على حد السواء.

نحن لسنا بحاجة الى قناة اخبارية حكومية لتدافع عنا او تنقل وجهة نظرنا للعالم، فنحن نملك مساحة حرية واسعة كافية لكن تنقل صوتنا وصورتنا السياسية بكل شفافية للاخر، وهذه الحرية كافية لان تكون غطاء حمايتنا الاعلامي، ويكفي اننا دون غيرنا وفي زمن حرب الفضائيات نقدم اربع قنوات فضائية بأهداف إنسانية عالية القيمة وتحمل نفسا أدبيا توعويا ترفيهيا دون اي اجندات او توجيه وتعمل وفق مفهوم الاعلام المسؤول.

www.alanba.com.kw

bottom of page