ناقش الباحث حسن العجمي من الكويت رسالة علمية بعنوان:" الحقول الدلالية في شعر عبدالعزيز سعود البابطين دراسة لغوية"، وذلك لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة آل البيت في المملكة الأردنية الهاشمية.

تتضمن الرسالة دراسة الحقل الدلالي الخاص بالموجودات في ديوانَي (بوح البوادي) و(مسافر في القفار) للشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، وجاءت الرسالة في ثلاثة فصول على النحو الآتي:

الفصل الأول: الموجودات الحية العاقلة والألفاظ الدالة عليها.

المبحث الأول: الألفاظ الدالة على الإنسان وما يتصل به.

المبحث الثاني: الألفاظ الدالة على العلاقات الإنسانية.

الفصل الثاني: الألفاظ الدالة على الموجودات الحية غير العاقلة.

المبحث الأول: الألفاظ الدالة على الحيوانات وما يتصل بها.

المبحث الثاني: الألفاظ الدالة على النباتات وما يتصل بها.

الفصل الثالث: الألفاظ الدالة على الموجودات غير الحية.

المبحث الأول: الألفاظ الدالة على الموجودات الجغرافية.

المبحث الثاني: الألفاظ الدالة على القوى الطبيعية.

وخلص الباحث في رسالته إلى مجموعة من النتائج الدلالية المهمة في مدونة الدراسة، من أبرزها:

- جاءت الألفاظ الدالة على الإنسان في سياق العموم المطلق أو المقيد.

- جاء القلب الأكثر حضورًا في شعر البابطين؛ حيث ورد (201) في الديوانين بالتوازي بينهما.

- لم يرد لفظ (أهل) في ديوان (بوح البوادي) لا في التوظيف الحقيقي ولا التوظيف المجازي الكنائي. ولعل دلالة هذه النتيجة مرتبطة بعنوان الديوان (مسافر في القفار) فالمسافر يحن إلى أهله وأقاربه وذويه، ويحمل لهم في نفسه من الأشواق والذكريات ما لا يحمله المقيم بين أهله. ولما كان ديوان (بوح البوادي) لا يشير إلى السفر والترحال فإنه لم يتضمن ما يتطلب استدعاء الأهل وذكراهم.

- الوحدات المعجمية في الألفاظ الدالة على الأصدقاء ومنها (الصديق، الرفيقة) فقد جاءت محصورة في الدلالة الإيجابية، بينما جاءت الوحدات المعجمية: (الرفيق، الخليل، الصاحب) أكثر حضورًا في الدلالة السلبية.

- لم يأتِ الشاعر على ذكر الإبل التي تعد من أهم وأبرز حيوانات البيئة الصحراوية، ويقوم عليها اعتمادهم في السفر والترحال، واكتفى بموضع واحد ذكر فيه (المطايا)، ولعل عدم توظيفها لدى الشاعر في ديوانيه كان بفعل تأثير البيئة الجديدة في شاعريته، وعدم تلبية الإبل لاحتياجات الحضارة الحالية.- إن أكثر الألفاظ الدالة على الحيوانات المفترسة استعمالاً هو لفظ (الأسد) في أربعة مواضع، تميزت بالتوظيف المجازي أكثر من التوظيف الحقيقي، وبالدلالة الإيجابية التامة.

- تعد الطيور والألفاظ الدالة عليها أكثر عناصر حقل الموجودات الحية غير العاقلة حضورًا في شعر البابطين، ولعل هذا يوحي بنفس الشاعر التواقة إلى العلو والارتقاء والتحليق.

- طغى التوظيف الإيجابي للحيوانات الأليفة على التوظيف السلبي لها.

- لم يرد اللفظ الدال على (الشجر، الأشجار) في ديوان بوح البوادي، وورد في ثمانية مواضع ضمن ديوان مسافر في القفار.

- إن الوحدة المعجمية الخاصة بلفظ الأرض هي الأكثر حضورًا في حقل الألفاظ الدالة على الموجودات الجغرافية، ويليها لفظ الصحاري، ثم الوديان، ثم البوادي.

- يتسم حقل العلويات (الكون والفضاء والسماء وما فيها من شمس وقمر ونجوم وكواكب وسحاب) عمومًا بجانب إيجابي خاص بالعلو والارتفاع تارة، وبالإنارة تارة أخرى، ويكاد التوظيف الحقيقي يتساوى مع التوظيف المجازي في حقل العلويات.

- استعمل الشاعر لفظ (المطر) في سياقين متباينين، الأول سياق إيجابي والثاني سياق سلبي، فلم يتقيد الشاعر بالدلالة السلبية للمطر، بل إنه جعل السياق وسيلة تحديد سلبية المطر أو إيجابيته.

- إن أكثر الألفاظ تكرارًا في القوى الطبيعية الخاصة بالرياح والسراب والقوى المائية، هي الريح، وأكثرها سلبيةً وتوظيفًا مجازيًّا أيضًا.

- إن الشاعر لم يستعمل من أدوات السلاح إلى ثلاث أدوات فقط، السيف والرمح والحربة.

- عناية الشاعر بالأدوات الموسيقية، ويمزجها مع بعضها بعضًا، فهو يجعل القيثار مع الناي ومع العود أيضًا، وهذا يشير إلى أنه يملك أذنًا موسيقية مهمة.

- على الرغم من أن الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين يعد من أعلام التجارة داخل دولة الكويت وخارجها، فإننا لم نعثر في ديوانيه على أي مصطلحات تجارية أو توحي بالتجارة حتى على سبيل الاستعارة والكناية. وهذا يدل أن الشاعر كان حريصًا على الفصل بين حياته العملية وكتابة الشعر.