top of page

مهرجان طيران الإمارات للآداب يضيء شمعة «ما وراء الشعر»

مهرجان طيران الإمارات للآداب يضيء شمعة «ما وراء الشعر»

رحلة مع الشعر وما وراءه من النشر المستقل، عاشها جمهور مهرجان طيران الإمارات للآداب، مساء أول من أمس، في مسرح مركز جميل للفنون بدبي، بلقاء الشاعرتين الإماراتيتين شما البستكي، وسارة المهيري، والمؤلف آرثر دي أوليفيرا.

وضرب المبدعون الثلاثة موعداً خاصاً مع الشعر، ليختتموا عطلة نهاية الأسبوع الأول من «الإمارات للآداب 2021» بأمسية حملت عنوان «ما وراء الشعر»، تناولوا فيها بعض تحديات النشر والتوزيع للشعراء والكتاب، وماهية «النشر المستقل» وأهميته في المشهد الثقافي المحلي.

وفي محاولة لإبراز الشعر والشعراء في المنطقة، تناولت الأمسية التجربة الإماراتية الرائدة لـ«مجموعة جارة»، التي تمت مناقشتها وطرح بعض تفاصيلها في حوارات تفاعلية اجتذبت حضوراً لافتاً من عشّاق الشعر وجمهور المهرجان.

تجربة ملهمة

انطلقت الأمسية بطرح معضلة الطباعة والنشر بشكل عام، والتحديات الكبيرة التي تعترض المؤلف والشاعر في طريق البدايات، عبر تناول التجربة التجريدية لكل من الشاعرتين شما البستكي، وسارة المهيري، والمصاعب التي تواجه هذا المحتوى من وجهة نظر تسويقية، ومن ثم القيود المفروضة عليه من قبل دور النشر، إضافة إلى التحديات المالية المرتبطة بعملية إصدار الكتب وتوزيعها بشكل عام، ما دفعهما إلى التفكير في مبادرة خوض تجربة «النشر المستقل» عن طريق «مجموعة جارة»، الذي دخلته المبدعتان بمجهودات شخصية من نافذة الشعر والنشر وتجميع «الكتب الصغيرة»، باختيار أنسب القصائد للإنتاج والتوزيع، وذلك برهان على تكريس هذا النهج المستقل وتعميمه على المبدعين في المستقبل.

«كتبكم الأولى»

«إذا كنتم باحثين على جذب مزيد من الاهتمام لشعركم، فربما حان الوقت للعمل على كتبكم الأولى».. تختصر هذه العبارة مشروع المبادرة المحلية الرائدة التي قادتها كل من شما البستكي، وسارة المهيري، إذ بملاحظة النقص الواضح في بيئة النشر السريع والحر الذي لا ينطلق من دور النشر المعروفة، بل من البيت، بالاعتماد على جهود فردية مشتركة وميزانيات منفردة، إذ تمكنت المبدعتان من إطلاق مطبعتهما الصغيرة بأحلام إضفاء الحياة على «الكتابة الجديدة» والمتميزة، التي لم تتوافر لها فرصة البروز والانتشار، لتعميم ثقافة النشر السريع بين فئات المجتمع، وتشجيع مزيد من المبادرات الفردية الناشطة في الحقل الأدبي، على نشر أعمالها وتداول «كتبها» الصغيرة بشكل مستقل، ما سيسهم في رفد حركة النشر المحلي وتداول الكتب والثقافة بشكل موسع، ومن ثم دفع عجلة الآداب في الدولة، وضخ الحياة فيها بشكل مستمر.

مكتسبات

من جهة أخرى، تناولت مناقشات الأمسية عدداً من مكتسبات تجربة «جارة» الفتية، التي انطلقت في أواخر عام 2019، إذ أشارت الشاعرتان إلى إيجابيات هذه الخطوة، التي أشعرتهما بالفخر ومنحتهما المزيد من الحرية في انتقاء أنسب التجارب الشعرية وأجودها، وربما تبنيها للنشر في المستقبل، وأبرزها تجربة المؤلف آرثر دي أوليفيرا، الذي أطلقته «جارة» ليكون المؤلف الأول للمجموعة، والذي تمت مناقشة بعض مفردات تجربته خلال الجلسة، على أن تتوالى تجارب النشر والمشروعات الفنية الأخرى التي تنوي المجموعة طرحها في وقت لاحق. وحول الاستراتيجيات والتدابير الموضوعة لتوسيع نطاق تداول النشر المستقل بين أوساط المبدعين من كتّاب وشعراء إماراتيين ومقيمين، تعتمد سارة وشما في التعريف بتجربتهم حالياً، على دائرة الأصدقاء المنحدرين من كل الحساسيات الثقافية، على أمل تعميم الوعي بقيمة هذه المبادرات الشخصية في التعريف بتجاربهم الإبداعية وعدم انتظار الفرص.

حوار ثقافي وحضاري

أكدت المبدعتان شما البستكي، وسارة المهيري، على فرادة مبادرتهما، مشيرتين إلى أن مشروع «جارة» لا يطمح إلى التوسع والتحول لمؤسسة نشر مختصة، بقدر تأكيده على قيمة إنجازاته الحالية، والتمسك الثابت بقناعاته وعمله الدؤوب على تعميم نطاق حواراته البنّاءة واتصالاته مع الوسط الثقافي المحلي، وسعيه إلى تطوير قنوات هذا التواصل ليتحول إلى حوار ثقافي وحضاري بنّاء.

المصدر:

bottom of page