top of page

ندوة "الرواية الخليجية وسؤال العالمية".. الجوائز ليست معياراً

ندوة "الرواية الخليجية وسؤال العالمية".. الجوائز ليست معياراً

أكد روائيون ومختصّون في النقد الأدبي، أن الجوائز المحلية والإقليمية والدولية ليست المعيار الوحيد لقوّة وانتشار الرواية، لأنها قد تخضع لمعايير عدّة، واعتبارات مختلفة.
جاء ذلك في ندوة حوارية بعنوان "الرواية الخليجية وسؤال ما بعد العالمية"، ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2023، بمشاركة خمسة روائيين ونقّاد من المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان.
لا تكتب للجائزة
وأكد الروائي السعودي عبده خال، "أن صاحب المشروع الروائي لا يكتب بهدف نيل الجوائز، لأنها ليست هدفاً كافياً للكتابة"، ورأى "أن الكاتب متى ارتقى بذاته فإنه يصبح عالمياً، وعندما يكتب عن إنسان في أي بقعة من العالم يكون قد وصل للعالمية أيضاً".
وقال خال في حديثه لـ "الشرق"، "إن كتابة الرواية تتطلب جهداً ووعياً مضنيّين، والكاتب الذي لا يمتلك أفكاراً حقيقية لن يستطيع الاستمرار بعد العمل الأوّل، لأنه سيكتشف صعوبة الأمر، لا سيما إذا لم يحقّق العمل شهرة، أعتقد أن من يمتلك مشروعاً روائياً في داخله هو من يستطيع الاستمرار".
أضاف "أقدّم وصيتي لمن يكتب للجوائز بألا يكتب، لأن الكتابة تبحث عن مشاريعك ولغتك وإنسانيتك الخاصة، كما أن العالمية ليست جائزة، بل هي أن تكون أنت".
تصدير رموز خليجية
ورأى خال أنه "لم يحدث حتى الآن أن تمّ تصدير رموز ثقافية خليجية وعربية إلى العالم على النحو المطلوب بطريقة مؤسسية، وإذا بزغ نجم أي كاتب فذلك يكون غالباً ناتجاً عن جهده الذاتي وليس عملاً مؤسسياً، لأن المثقف بطبيعته عمل على ذاته فأبدع".
لست مستعجلاً على العالمية
وقال الروائي العُماني زهران القاسمي، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" 2023 عن روايته "تغريبة القافر"، "إن الفكرة من الترجمة تأتي من البحث عن المقروئية للأدب في لغات أخرى، ولكن ذلك حالياً شبه مختزل في الترجمة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، ولا تزال الترجمة إلى اللغات الشرقية غير نشطة على الرغم من الانفتاح الخليجي الكبير على الصين ودول شرق آسيا".
وكشف القاسمي لـ "الشرق" عن إمكانية ترجمة روايته "تغريبة القافر" إلى اللغات الفارسية والإنجليزية والصينية وغيرها، لافتاً إلى أنه "ربما أصبحت المقروئية عالية للعمل، أما على المستوى الشخصي فلي تجربة كبيرة في الكتابة ولست مستعجلاً على العالمية أو غيرها".
اللهجات الخليجية
وأجاب الكاتب عبدالواحد الأنصاري عن سؤال حول مستقبل تقارب اللهجات الخليجية، بأنها في طريقها إلى أن تتشكل منها "لهجة خليجية بيضاء"، مطالباً "بالتركيز على اللغة العربية، والاعتزاز بها وعدم الالتفات إلى الأصوات التي تدعو للكتابة إلى العالَم بلهجات محلية".
وضرب الأنصاري مثلاً على بعض المراجع المهمة لمعالجة هذه القضايا الثقافية، مثل كتاب "العامية في مصر" لنفوسة زكريا، ومجموعة مختار الغوث لدى دار "صوفيا" الكويتية الحاضرة في المعرض.
ورداً على سؤال أثارته مديرة الحوار منى حبراس حول آراء الناقد الأميركي جون أبدايك بخماسية عبدالرحمن منيف "مدن الملح"، رأى الأنصاري "أنها ضعيفة فنياً ولا ترقى إلى مستوى الشهرة العالمية التي حصلت عليها"، لافتاً إلى أن "الرواية السعودية تزخر بنماذج أفضل بكثير، وأن بعض أعمال منيف أكثر جودة".
الجوائز هدف الكتابة
ورأت بشرى خلفان "أن فكرة الكتابة للجوائز سطحية، لأن الجائزة منبثقة من ذائقة لجنة التحكيم التي قد تخضع للاتجاهات الفكرية والسياسية". وأكدت أن الجوائز لا تُعلي من شأن الأدب، وترهن نفسها لحسابات عدّة، بعضها غير جمالي ولا إبداعي، كما أن لحظة الكتابة خاصة ويعيشها الكاتب وحده بمعزل عن العالم والتفكير فيه".
أضافت: "أما فكرة "العالمية" فتبقى ذات أبعاد "تسويقية" في ظل غياب الاتفاق على مفهوم العالمية".
تجدر الإشارة إلى أن سلطنة عُمان تحلّ ضيف شرف الدورة الحالية للمعرض، في إطار الروابط والعلاقات المتينة، التي تعكس التبادل الثقافي بين المملكة وسلطنة عُمان.

الشرق

المصدر:

bottom of page