top of page

شعراء يحتفون بـ«لغة الضاد» في بيت الشعر بالشارقة

شعراء يحتفون بـ«لغة الضاد» في بيت الشعر بالشارقة

نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية، شارك فيها الشعراء د. أحمد حبيب آل غريب - الإمارات، وعمر عنّاز - العراق، ود. أحمد بلبولة - مصر، وهيفاء الجبري - السعودية، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير البيت.

قدم الأمسية الإعلامي السوداني عبداللطيف محجوب، الذي بيّن أن العربية بآفاقها الرّحبة وتكويناتها الجمالية لا يتجاوزها الزمن، لتظل اللغة الأكثر تداولاً، فهي تتمتع بخصائص الفصاحة والبلاغة، وتستوعب في الوقت نفسه كل جديد، فهي الدرّ الكامن في عمر الزمن بما تمتلكه من طاقة كبيرة تبعث على التخيّل، فالضاد لغة القرآن الكريم، وتتجلى معالمها الرحيبة في الشعر العربي القديم والحديث.

وجرت وقائع الأمسية في أجواء لغة الضاد بمراياها المضيئة، فكانت اللغة العربية النابضة محور النصوص الشعرية التي أبرزت مكانتها الرفيعة، كونها أصلاً ثابتاً من أصول الهوية في الحياة العربية، فشكّل الشعراء لوحات ناطقة بالخيال، بما نهلوه من ثرواتها العامرة بالجمال، فعبّروا ببلاغة عن مقامها الرفيع، وسط جميع اللغات الحية في العالم، فتفاعل معهم الجمهور ومع صيغهم اللافتة وتراكيبهم الدالة على عظمتها، فهي دائماً قادرة على استصفاء المبدعين بآفاقها الواسعة التي تدعو الشعراء للابتكار واختيار المعاني البلاغية الملتحمة بالحواس، بما يجعل كلماتها تضيء على بساط الحكمة.

ابتدأ الشاعر د. أحمد حبيب آل غريب، الأمسية بقراءة قصيدة «الإمارات» التي يذكر فيها مآثرها، ويعبّر عن حب المعاني البرّاقة، وهو يرتاد آفاق الخيال، ويبلور المعنى بجمال وعذوبة فيقول:

بُشـرى ربابتِكَ التـــي غَيّــبْتَها

عَـرَضَــتْ، وأوْدقَـها الحنينُ فُـراتَهـا

في بَــوْحِـــها الإنْـــعامُ ســــــــــاكبُ ذاتِــــــهِ

وشــــــرِبْــتَ منـــهُ مَــــدائـــحـاً أدمَــنْـتهــــا

وافتتح الشاعر د. أحمد بلبولة، قراءاته بنص «رسائل غيلان» الذي يحمل رؤية مستحدثة يستفيض عبره الشاعر في استعراض بوحه الجمالي على صفحة الحياة برصانة أسلوبية، ومن ثمّ المحافظة على بدائع العربية، عبر أسوار الصورة الشعرية، فيقول:

بلَغتَ من عُمْركَ الخَمسينَ تَزْجُرُها

في الشِّعْر والشِّعْرُ أمٌّ برّةٌ وأبُ

لَيْتَ الأناشيد إذ لِلْحَرْبِ تَكْتُبها

مثلُ الأناشيدِ إذْ لِلْحبِّ تُكتَتَبُ

وألقت الشاعرة هيفاء الجبري، نص «عشق على حافة الكون» الذي يفيض بالبلاغة، ويستغرق في الوصف ويعبّر عن الحكمة، فتقول:

الأرضُ مَنْزِلُنا لكنّنا قَدَراً

في عالَمَين لكلٍّ مَنْهُ مَثْواهُ

لكُلِّ عُمْرٍ بَنَوْهُ الوارثونَ كما

لكلّ مَوتٍ حَياةٌ في وصاياهُ

وألقى الشاعر عمر عنّاز، آخر ضيوف الأمسية قصيدة «عَروسُ الضَّاد» التي تعكس جماليات اللغة العربية، وتحتفي بها بأسلوب رصين يمسّ المشاعر، ويدعو للتأمل، فيقول:

لِعُرسِكِ طافحاً بالأُغنياتِ

أتيتُ بِكُلِّ ما بي من حَياةِ

بِقَلبٍ نَبضُهُ أطْيافُ رؤيا

مُخَضَّبَةٍ بِماءِ تَجَلِّياتِ

بِما رَسَمَتْ على الشُّطآنِ يوماً

أكُفٌّ مِنْ مَلامحِ أُمْنياتِ

وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها.

البيان

المصدر:

bottom of page